نبض العالم

وما أدراك ما سوء التخطيط!

| علي العيناتي

لا‭ ‬حديث‭ ‬يعلو‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬فوق‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬العقوبة‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬نادي‭ ‬مانشستر‭ ‬سيتي‭ ‬الإنجليزي‭ ‬بحرمانه‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬لسنتين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البطولات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غرامة‭ ‬مالية‭ ‬تبلغ‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬ثمة‭ ‬تلاعبات‭ ‬في‭ ‬القوائم‭ ‬المالية‭ ‬للنادي‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬انتهاكًا‭ ‬صريحًا‭ ‬لقوانين‭ ‬وسياسات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭!‬

‭ ‬لا‭ ‬ننوي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬المتواضعة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬العقوبات‭ ‬وعواقبها‭ ‬الوخيمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالحرمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬لأن‭ ‬الغير‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬بإسهاب‭..‬إنما‭ ‬سنسلط‭ ‬الضوء‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬التخطيط‭ ‬وضعف‭ ‬النظرة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عنوانًا‭ ‬لإدارة‭ ‬“المواطنين”‭!‬

‭  ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬مانشستر‭ ‬سيتي‭ ‬لهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭.. ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬قانون‭ ‬اللعب‭ ‬المالي‭ ‬النظيف‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المصروفات‭ ‬متوازية‭ ‬مع‭ ‬مدخول‭ ‬النادي‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬ابتكاره‭ ‬خصيصًا‭ ‬لضبط‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬اللاعبين‭ ‬حتى‭ ‬يتحقق‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭.. ‬لكن‭ ‬إدارة‭ ‬السيتي‭ ‬وبسبب‭ ‬كثرة‭ ‬الصفقات‭ ‬الباهظة‭ ‬الثمن‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬أعوام‭ ‬أجبرت‭ ‬غرفة‭ ‬التدقيق‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬تحديق‭ ‬أنظارها‭ ‬على‭ ‬الحركات‭ ‬المالية‭ ‬للنادي‭!‬

‭ ‬وقد‭ ‬زاد‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬السيتي‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬غارديولا‭ ‬وفيه‭ ‬أبرمت‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصفقات‭ ‬بمبالغ‭ ‬فلكية‭ ‬تجاوزت‭ ‬حاجز‭ ‬المليار‭ ‬يورو‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬وكانت‭ ‬سببًا‭ ‬وجيزًا‭ ‬لليويفا‭ ‬ليكثف‭ ‬عمليات‭ ‬فحص‭ ‬الذمم‭ ‬المالية‭ ‬للنادي‭ ‬لأنها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬موازنتها‭ ‬مع‭ ‬أرباح‭ ‬النادي‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬جنى‭ ‬الفريق‭ ‬مكافآت‭ ‬الفوز‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الألقاب‭ ‬المتاحة‭ ‬وبالتالي‭ ‬تخل‭ ‬بقوانين‭ ‬اللعب‭ ‬المالي‭ ‬النظيف‭ ‬وتتم‭ ‬الإدانة‭ ‬بسهولة‭!‬

‭  ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬مانشستر‭ ‬سيتي‭ ‬كانت‭ ‬تنوي‭ ‬صناعة‭ ‬فريق‭ ‬بقيادة‭ ‬غارديولا‭ ‬يكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬بطولة‭ ‬أخرى‭.. ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المثالية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بدفع‭ ‬الأموال‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬ودون‭ ‬تخطيط‭ ‬واضح‭.. ‬فهي‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬التكديس‭ ‬ولم‭ ‬تبرم‭ ‬الصفقات‭ ‬وفقًا‭ ‬للحاجة‭ ‬الفعلية‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬منافسه‭ ‬ليفربول‭ ‬الذي‭ ‬تزعم‭ ‬على‭ ‬العرش‭ ‬الأوروبي‭ ‬وبات‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬بلقب‭ ‬البريميرليغ‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يدفع‭ ‬حتى‭ ‬ربع‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬السيتي‭.. ‬فعندما‭ ‬يحضر‭ ‬سوء‭ ‬التخطيط‭ ‬يغيب‭ ‬النجاح‭ ‬حتميًّا‭!‬