لمحات

ملصقات وزارة التجارة

| د.علي الصايغ

تقدمت‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬باقتراح‭ ‬برغبة‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إعلانات‭ ‬وملصقات‭ ‬ولافتات‭ ‬المحال‭ ‬التجارية،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الاقتراح‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬النائبين‭ ‬أحمد‭ ‬الأنصاري‭ ‬ومحمد‭ ‬العباسي،‭ ‬فإن‭ ‬الأخطاء‭ ‬اللغوية‭ ‬تشكل‭ ‬إساءة‭ ‬حقيقية‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬الاهتمام‭ ‬المماثل‭ ‬لهذه‭ ‬المكانة،‭ ‬وألا‭ ‬نقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلانات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬أخطاء‭ ‬فادحة‭ ‬تصيب‭ ‬هويتنا‭ ‬العربية،‭ ‬وتنال‭ ‬من‭ ‬قواعدها‭ ‬ومعانيها‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ - ‬كما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ - ‬بتغيير‭ ‬الحركات،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بتغيير‭ ‬حرف‭ ‬أو‭ ‬إضافة‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬الكلمة‭.‬

بعد‭ ‬مرور‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬توجه‭ ‬مشابه‭ ‬لوزارة‭ ‬التجارة‭ ‬آنذاك،‭ ‬لا‭ ‬أتذكر‭ ‬العام‭ ‬تماماً؛‭ ‬إذ‭ ‬حدثت‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬المطالبات‭ ‬بتصحيح‭ ‬كل‭ ‬اللافتات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬يلفت‭ ‬نظرنا‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والسياحة‭ ‬حالياً،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إعلاناتها‭ ‬وملصقاتها،‭ ‬لا‭ ‬تعطي‭ ‬الاهتمام‭ ‬اللازم‭ ‬للغة،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الإعلانات‭ ‬أو‭ ‬الملصقات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالوزارة‭ ‬ذاتها،‭ ‬المختومة‭ ‬باسمها‭ ‬وشعارها،‭ ‬تتضمن‭ ‬أخطاء‭ ‬لغوية‭ ‬لا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬معنية‭ ‬أصلاً‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الهوية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عملها‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬مزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية،‭ ‬وللتوضيح،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬ليس‭ ‬معنياً‭ ‬بكشف‭ ‬خطأ‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬لكنه‭ ‬تذكير‭ ‬متواضع‭ ‬حتى‭ ‬تلتفت‭ ‬الوزارة‭ ‬الموقرة‭ ‬وتراجع‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬ولا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬منها‭.‬