ستة على ستة

أخطر رئيس في التاريخ الأميركي الحديث

| عطا السيد الشعراوي

بمجرد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬نيوهامبشير،‭ ‬لخوض‭ ‬سباق‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأميركية‭ ‬المقبلة،‭ ‬وصف‭ ‬السيناتور‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بأنه‭ ‬أخطر‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الأميركي‭ ‬الحديث‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬فوزه‭ ‬جاء‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬وبفارق‭ ‬ضئيل‭ ‬عن‭ ‬منافسه‭ ‬العمدة‭ ‬السابق‭ ‬بيت‭ ‬بوتيدجيدج‭ ‬والسيناتور‭ ‬عن‭ ‬ولاية‭ ‬منيسوتا‭ ‬أيمي‭ ‬كلوباتشر،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬نوفمبر2020م،‭ ‬لأنه‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬حركة‭ ‬شعبية‭ ‬تضم‭ ‬ملايين‭ ‬الأشخاص‭ ‬وفقا‭ ‬لساندرز‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬وكأنه‭ ‬مرشح‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث،‭ ‬حيث‭ ‬راح‭ ‬يطلق‭ ‬التصريحات‭ ‬النارية‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬العواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬وتبتعد‭ ‬عن‭ ‬الواقعية‭ ‬وتفتقد‭ ‬الرصانة‭ ‬والموضوعية‭.‬

قد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬الانتخابات‭ ‬وتشهد‭ ‬صراعا‭ ‬ساخنا‭ ‬يفتقد‭ ‬أحيانا‭ ‬العقلانية،‭ ‬ويغلب‭ ‬عليها‭ ‬الحماس‭ ‬الزائد‭ ‬والتصريحات‭ ‬الرنانة‭ ‬وربما‭ ‬غير‭ ‬المنطقية‭ ‬لجذب‭ ‬أسماع‭ ‬وأنظار‭ ‬الناخبين‭ ‬واهتمامهم‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬وابتعادها‭ ‬بمسافات‭ ‬كبيرة‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬يأتي‭ ‬بنتائج‭ ‬عكسية‭ ‬ويضر‭ ‬المرشح‭ ‬ويفقده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬المؤثرة‭ ‬لمن‭ ‬يمتلكون‭ ‬قدرا‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والمعرفة‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬غيرهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬إنجازات‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬ـ‭ ‬الذي‭ ‬تبنى‭ ‬سياسة‭ ‬“أميركا‭ ‬أولاً”‭ ‬منذ‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬الرئاسة‭ ‬ـ‭ ‬اللصيقة‭ ‬بالمواطن‭ ‬الأميركي‭ ‬والمؤثرة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ومعيشته‭ ‬واضحة‭ ‬وبينة‭ ‬وليست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يروج‭ ‬لها،‭ ‬فالإحصائيات‭ ‬تؤكد‭ ‬قوة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬وأنه‭ ‬يحقق‭ ‬تقدما‭ ‬مستمرا‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوظائف،‭ ‬كما‭ ‬تكشف‭ ‬استطلاعات‭ ‬للرأي‭ ‬أن‭ ‬57‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأميركيين‭ ‬يرون‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مالي‭ ‬أفضل‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬السلطة‭ ‬وأن‭ ‬ثلثي‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬يميلون‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬لترامب‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2020‭.‬

الخلاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نجاحات‭ ‬وكذلك‭ ‬هناك‭ ‬إخفاقات‭ ‬للرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬ترامب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬يهم‭ ‬الناخب‭ ‬حقق‭ ‬فيه‭ ‬ترامب‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرا‭ ‬لهذا‭ ‬الناخب‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعنيه‭ ‬كثيرا‭ ‬الشأن‭ ‬الخارجي‭ ‬طالما‭ ‬يحيا‭ ‬حياة‭ ‬آمنة‭ ‬مطمئنة‭ ‬وفي‭ ‬مستوى‭ ‬معيشي‭ ‬يلبي‭ ‬طموحه‭.‬