فجر جديد

من عجائب المراكز الصحية

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬فترة،‭ ‬وأثناء‭ ‬زيارتي‭ ‬لمركز‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي‭ ‬الصحي‭ ‬لموعد‭ ‬طبي،‭ ‬لاحظت‭ ‬بدهشة‭ ‬بأن‭ ‬الذي‭ ‬ينظّم‭ ‬عملية‭ ‬دخول‭ ‬المرضى‭ ‬لغرف‭ ‬الأطباء‭ ‬المتناثرة‭ ‬على‭ ‬يمين‭ ‬ويسار‭ ‬الدهليز،‭ ‬هي‭ ‬ممرضة‭ ‬بحرينية،‭ ‬تركت‭ ‬عملها‭ ‬العلاجي‭ ‬لكي‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ (‬السكيورتي‭) ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬ومع‭ ‬مرافقيهم‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬موقف‭ ‬آخر،‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬صديق‭ ‬بأن‭ ‬ذات‭ ‬السيناريو‭ ‬يتكرّر‭ ‬يوميًّا‭ ‬بمركز‭ ‬محمد‭ ‬جاسم‭ ‬كانو‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مساعدة‭ ‬ممرضة،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بذات‭ ‬الدور‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬وعلى‭ ‬عدم‭ ‬إزعاج‭ ‬الأطباء‭ ‬بالدخول‭ ‬العشوائي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬المرضى،‭ ‬والذين‭ ‬يملّون‭ (‬الانتظار‭)‬،‭ ‬ويفضّلون‭ ‬التزاحم‭ ‬بالممرات،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭.‬

‭ ‬هاتان‭ ‬التجربتان‭ ‬قد‭ ‬تكونان‭ ‬مستنسختين‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬صحية‭ ‬أخرى،‭ ‬هنا‭ ‬وهنالك،‭ ‬حيث‭ ‬يكُلف‭ ‬بهذه‭ ‬المهام‭ ‬التنظيمية‭ ‬والأمنية‭ ‬غير‭ ‬المعني‭ ‬بها،‭ ‬بحالة‭ ‬أقرب‭ ‬للفوضى،‭ ‬و‭(‬مش‭ ‬اللعب‭) ‬و‭(‬من‭ ‬لك‭).‬

‭ ‬الممرضة‭ ‬البحرينية‭ ‬والتي‭ ‬تكفلت‭ ‬الدولة‭ ‬بتدريسها‭ ‬وتعليمها،‭ ‬وإنفاق‭ ‬الأموال‭ ‬الطائلة‭ ‬عليها،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬واجبها‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬آخر،‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بصميم‭ ‬عملها‭ ‬الأصلي‭ (‬الطبي‭)‬،‭ ‬خصوصًا‭ ‬حين‭ ‬تنصرف‭ ‬لمهام‭ (‬السكيورتي‭) ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬لأدائها‭ ‬إلا‭ ‬الشيء‭ ‬اليسير‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬تعكس‭ ‬حالات‭ ‬الانفلات‭ ‬الوظيفي‭ ‬والإداري‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬وبأثر‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬الممرضة‭ ‬قبل‭ ‬المراجع‭ ‬أو‭ ‬الطبيب‭ ‬نفسه،‭ ‬لأنها‭ ‬تحتاج‭ ‬لأن‭ ‬تستمر‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬بممارسة‭ ‬مهنتها،‭ ‬حفاظًا‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬والنسيان،‭ ‬وما‭ ‬أسهل‭ ‬ذلك‭. ‬

‭ ‬رسالة‭ ‬نوجّهها‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نتعوّد‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬التجاهل،‭ ‬لكننا‭ ‬سنستمر‭ ‬–في‭ ‬المقابل‭- ‬بذكر‭ ‬الحقيقة،‭ ‬أيًّا‭ ‬كانت‭.‬