“ضربة معلم”

| زهير توفيقي

أمر‭ ‬جميل‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬مجمع‭ ‬دلمونيا‭ ‬للتطوير‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬رئيسها‭ ‬التنفيذي‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬دعيج‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬دعوة‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬البحرينيين‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفنية‭ ‬على‭ ‬واجهات‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬الذي‭ ‬سيفتتح‭ ‬قريبا‭.‬

أنا‭ ‬هنا‭ ‬لست‭ ‬بصدد‭ ‬عمل‭ ‬دعاية‭ ‬أو‭ ‬ترويج‭ ‬للشركة،‭ ‬إنما‭ ‬من‭ ‬واعز‭ ‬إعجابي‭ ‬الشديد‭ ‬بالفكرة‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الرائعة‭ ‬عندما‭ ‬قرأت‭ ‬الخبر‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬وبصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬الإنصاف،‭ ‬شخصيًا‭ ‬أفرح‭ ‬كثيرًا‭ ‬عندما‭ ‬أرى‭ ‬أعمالا‭ ‬جميلة‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬علي‭ ‬الإشادة‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬جدًا‭ ‬ككتاب‭ ‬أن‭ ‬نبرز‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جيد‭ ‬وإيجابي‭ ‬وعمل‭ ‬متقن‭ ‬وننتقد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬أية‭ ‬مؤسسة‭ ‬أو‭ ‬جهة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬حبنا‭ ‬وعشقنا‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭.‬

كما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬البحرين‭ ‬تملك‭ ‬مناجم‭ ‬من‭ ‬الذهب،‭ ‬أقصد‭ ‬مناجم‭ ‬من‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬البحريني‭ ‬المصنوع‭ ‬من‭ ‬الذهب،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أبالغ‭ ‬في‭ ‬الوصف،‭ ‬فالكل‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ ‬أثبتوا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬كفاءتهم‭ ‬الفذة‭ ‬وأعمالهم‭ ‬الخلاقة‭ ‬والمبدعة‭ ‬وتلك‭ ‬المواهب‭ ‬المدفونة،‭ ‬لكن‭ ‬وأقولها‭ ‬بكل‭ ‬حسرة‭ ‬لم‭ ‬يلقوا‭ ‬الدعم‭ ‬المستحق‭ ‬والمستمر‭ ‬لإبراز‭ ‬أعمالهم،‭ ‬لذا‭ ‬أناشد‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتفات‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬وأن‭ ‬يمنحوا‭ ‬الفرصة‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الموهوبين‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتي‭ ‬العملية‭ ‬الطويلة‭ ‬وبسبب‭ ‬قربي‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬واطلاعي‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬وقصص‭ ‬النجاح‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬أعرق‭ ‬الجامعات،‭ ‬استنتجت‭ ‬أن‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬البحريني‭ ‬مبدع‭ ‬ومخلص‭ ‬ومتعاون‭ ‬وحريص‭ ‬وعنده‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يعطى‭ ‬الثقة‭ ‬والتدريب‭ ‬اللازم‭ ‬والاحترام‭ ‬والفرصة،‭ ‬فمتى‭ ‬ما‭ ‬قمنا‭ ‬بعملنا‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وبمصداقية‭ ‬واحترافية،‭ ‬فإن‭ ‬النتائج‭ ‬تكون‭ ‬حتمًا‭ ‬مرضية‭ ‬ومرضية‭ ‬جدًا،‭ ‬بل‭ ‬تفوق‭ ‬توقعاتنا،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬قاعدة‭ ‬شواذا،‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬القاعدة‭. ‬والله‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬