الانتخابات الحقيقية ستكون بعد إسقاط النظام

| فلاح هادي الجنابي

منذ‭ ‬قيام‭ ‬الطغمة‭ ‬الدينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬بمصادرة‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وإقامة‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه،‭ ‬فإن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يوظف‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬والتمويه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تحركاته‭ ‬ومخططاته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬المشبوهة،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬حاول‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بجهده‭ ‬لكي‭ ‬يقوم‭ ‬بحبك‭ ‬كذباته‭ ‬وخدعه‭ ‬بصورة‭ ‬متقنة‭ ‬حتى‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬لكن‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬حبل‭ ‬الكذب‭ ‬قصير،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬أكاذيب‭ ‬وخدع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الأفاق‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انكشفت‭ ‬الواحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬لعبة‭ ‬أو‭ ‬مسرحية‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أكاذيبه‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭.‬

مسرحية‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬حاول‭ ‬النظام‭ ‬خداع‭ ‬الشعب‭ ‬والعالم‭ ‬بها‭ ‬ظهرت‭ ‬هشاشتها‭ ‬وسقمها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكد‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬استحالة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وحرية‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬تمت‭ ‬إقامته‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬وأسس‭ ‬كاذبة،‭ ‬وهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬توضحت‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬للشعب‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يقوم‭ ‬بهندسة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ويجعلها‭ ‬تكون‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬وتبعا‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الأوضاع‭ ‬والمرحلة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭.‬

المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وخدعه‭ ‬المختلفة،‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بادر‭ ‬إلى‭ ‬كشف‭ ‬وفضح‭ ‬مسرحية‭ ‬الانتخابات‭ ‬المزيفة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وكونها‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬إطلاقا‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬ولاسيما‭ ‬وقد‭ ‬وضع‭ ‬النظام‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬المرشحين‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬حذف‭ ‬وإبعاد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬ولا‭ ‬يؤمن‭ ‬بمبادئه،‭ ‬ولعل‭ ‬ترشح‭ ‬السيد‭ ‬مسعود‭ ‬رجوي،‭ ‬زعيم‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وقيام‭ ‬النظام‭ ‬برفض‭ ‬ترشيحه‭ ‬نموذجا‭ ‬وشاهدا‭ ‬حيا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬كانوا‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬نزيهة‭ ‬حقا‭ ‬فإن‭ ‬السيد‭ ‬رجوي‭ ‬كان‭ ‬سيحقق‭ ‬انتصارا‭ ‬كبيرا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أرعب‭ ‬النظام،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعول‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ويعقد‭ ‬عليها‭ ‬الآمال،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬يلهث‭ ‬خلف‭ ‬سراب‭.‬

مسرحية‭ ‬الانتخابات‭ ‬المزيفة‭ ‬التي‭ ‬سئم‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬سقمها‭ ‬وكونها‭ ‬مجرد‭ ‬واجهة‭ ‬تمويهية‭ ‬تغطي‭ ‬كذبة‭ ‬كبرى‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬النظام‭ ‬دائما‭ ‬بتحديد‭ ‬من‭ ‬سيتم‭ ‬انتخابه‭ ‬وليس‭ ‬الشعب،‭ ‬وعزوف‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬تيقن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الساطعة‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬استحالة‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬صادقة‭ ‬ونزيهة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬والانتخابات‭ ‬الحقيقية‭ ‬ستجرى‭ ‬فعلا‭ ‬بعد‭ ‬إسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬لأنه‭ ‬أكبر‭ ‬عدو‭ ‬للحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭. ‬“الحوار”‭.‬