سوالف

استغلال سيارة الوزارة لأغراض شخصية

| أسامة الماجد

بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬استغلال‭ ‬الأملاك‭ ‬الحكومية‭ ‬للأغراض‭ ‬الخاصة‭ ‬والشخصية‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬البحث‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فك‭ ‬الطلاسم‭ ‬والألغاز‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬البشع‭ ‬والعمل‭ ‬الزائف‭ ‬الذي‭ ‬يبرز‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬الإنسان‭ ‬الاستغلالي‭ ‬الخبيث،‭ ‬منعدم‭ ‬الذمة‭ ‬والضمير‭ ‬والإحساس،‭ ‬وضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬لهم‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬وسريع‭.‬

قبل‭ ‬“جم‭ ‬ليلة”‭ ‬وفي‭ ‬حوالي‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬مساء‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬“السوبر‭ ‬ماركت”‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬مجمعنا،‭ ‬وإذ‭ ‬بسيارة‭ ‬بيضاء‭ ‬صغيرة‭ ‬تابعة‭ ‬لإحدى‭ ‬الوزارات‭ ‬مأهولة‭ ‬بكثافة‭ ‬بالأطفال‭ ‬وصوت‭ ‬جهاز‭ ‬التسجيل‭ ‬يكاد‭ ‬يكسر‭ ‬زجاج‭ ‬النوافذ‭ ‬من‭ ‬قوته،‭ ‬ألقيت‭ ‬شباك‭ ‬التحري‭ ‬وحاصرت‭ ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬محدود‭ ‬“فضول‭ ‬الصحافة”‭ ‬وأنياب‭ ‬الأسئلة‭ ‬تنهشني‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب،‭ ‬ماذا‭ ‬تفعل‭ ‬سيارة‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬للمواطنين‭ ‬صباحا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬ليلا،‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬أجلس‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬فيها‭ ‬ولماذا‭! ‬جاءني‭ ‬الجواب‭ ‬بصورة‭ ‬مثيرة‭ ‬حينما‭ ‬شاهدت‭ ‬رجلا‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬“السوبر‭ ‬ماركت”‭ ‬ويركب‭ ‬السيارة،‭ ‬فأدركت‭ ‬حينها‭ ‬أنه‭ ‬موظف‭ ‬يستغل‭ ‬سيارة‭ ‬الدولة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬العمل‭ ‬ولأغراض‭ ‬شخصية،‭ ‬وربما‭ ‬هناك‭ ‬غيره‭ ‬كثيرون‭ ‬يستخدمون‭ ‬سيارات‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬العطل‭ ‬الأسبوعية‭ ‬وشراء‭ ‬“ماجلة‭ ‬البيت”‭ ‬وتوصيل‭ ‬الأبناء‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬والذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المنتزهات‭ ‬والمجمعات‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة،‭ ‬والدولة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬مصاريف‭ ‬البنزين‭ ‬والصيانة‭. ‬

أتصور‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬بمراقبة‭ ‬وتوقيف‭ ‬سيارات‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬تجوب‭ ‬الشوارع‭ ‬ليلا‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬الموظف‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وقيامه‭ ‬بمهمة‭ ‬للوزارة،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬ينتهي‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬والربع‭ ‬ظهرا،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬استغلال‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسؤولين‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الموظف‭ ‬لأغراض‭ ‬شخصية‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬خارج‭ ‬أوقات‭ ‬العمل،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬موت‭ ‬الإحساس‭ ‬والضمير‭ ‬وجريمة‭ ‬وفسادا‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول‭ ‬وخيانة‭ ‬للأمانة‭.‬