إلى متى؟

| زهير توفيقي

طالعتنا‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬المواطنين‭ ‬ومعاناتهم‭ ‬عندما‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬استلام‭ ‬أعزكم‭ ‬الله‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬المخصصة‭ ‬بشكل‭ ‬شهري،‭ ‬وقد‭ ‬شعرت‭ ‬بحزن‭ ‬شديد‭ ‬وحسرة‭ ‬وأنا‭ ‬أكتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬الذي‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭! ‬لا‭ ‬وألف‭ ‬لا،‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬يهان‭ ‬البحريني‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬غير‭ ‬الحضارية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬للوزارة‭ ‬المسؤولة‭ ‬هذا‭ ‬التقصير‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬عملها،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬حكومتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬تقبل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭. ‬موضوع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬أصلا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحدث،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬أين‭ ‬مكمن‭ ‬الخلل،‭ ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬الأساس‭! ‬شخصيا‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬كيف‭ ‬يدفع‭ ‬المواطن‭ ‬رسوما‭ ‬لتلك‭ ‬الأكياس‭ ‬بصفة‭ ‬شهرية‭ ‬ولا‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة‭ ‬وبدون‭ ‬معاناة‭.‬

على‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭  ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزيرها‭ ‬الموقر‭ ‬وضع‭ ‬حل‭ ‬سريع‭ ‬ونهائي‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وبصراحة‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لولا‭ ‬تكرار‭ ‬المشكلة‭ ‬وشكوى‭ ‬المواطنين‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭. ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فالأمر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مطاقا‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يشوه‭ ‬سمعة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬هل‭ ‬تدركون‭ ‬العواقب‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬وكذلك‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الازدحامات‭ ‬المرورية‭ ‬بسبب‭ ‬خروج‭ ‬الموظفين‭ ‬المتكرر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غيابهم‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬عملهم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬لزوم‭.‬

في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬توجد‭ ‬هناك‭ ‬أنظمة‭ ‬وقوانين‭ ‬واضحة‭ ‬للموظفين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬لإنجاز‭ ‬أعمالهم‭ ‬بشكل‭ ‬سلس‭ ‬وإن‭ ‬وجد‭ ‬أي‭ ‬تقصير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموظفين‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬خطوات‭ ‬وإجراءات‭ ‬تأديبية‭ ‬تتخذ‭ ‬بحقهم‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬أضعف‭ ‬الإيمان‭.‬

موضوع‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬أجلكم‭ ‬الله‭ ‬أصبح‭ ‬أزمة‭ ‬ويحتاج‭ ‬لتدخل‭ ‬سريع،‭ ‬وأقولها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقوم‭ ‬باستقطاع‭ ‬مبلغ‭ ‬شهري‭ ‬لتوفير‭ ‬الأكياس،‭ ‬فإنها‭ ‬ملزمة‭ ‬بتوفيرها،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬من‭ ‬يعوض‭ ‬ذلك‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬استلم‭ ‬الأكياس‭ ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬‮٢٠١٩‬؟‭! ‬أفيدونا‭ ‬أفادكم‭ ‬الله‭.‬