سوالف

يوم للثقافة على غرار يوم الرياضة

| أسامة الماجد

نشكر‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬على‭ ‬دعوتها‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬“لتبني‭ ‬مبادرة‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬للثقافة‭ ‬إيمانا‭ ‬بأهمية‭ ‬صحة‭ ‬العقل‭ ‬والروح‭ ‬ولرفع‭ ‬الوعي‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬الرياضي،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬تخصيص‭ ‬ساعتين‭ ‬من‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬سنويا‭ ‬للقيام‭ ‬بنشاط‭ ‬ثقافي‭ ‬وتنويري،‭ ‬يعد‭ ‬مبادرة‭ ‬رائدة‭ ‬تحسب‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين”‭.‬

ازدادت‭ ‬أهمية‭ ‬مواضيع‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بلاد‭ ‬العالم،‭ ‬وأخذ‭ ‬الإنسان‭ ‬الحديث‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف‭ ‬نور‭ ‬جديد‭ ‬يضيء‭ ‬له‭ ‬سبيل‭ ‬حياته،‭ ‬ويبدد‭ ‬ما‭ ‬أصابه‭ ‬من‭ ‬قلق‭ ‬نفسي،‭ ‬واضطراب‭ ‬حياتي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬مواضيع‭ ‬الثقافة‭ ‬بمختلف‭ ‬جوانبها‭ ‬بمثابة‭ ‬مشاعل‭ ‬فكرية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬وزيادة‭ ‬الاطلاع،‭ ‬وتزيين‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاصر‭ ‬برؤى‭ ‬جمالية‭ ‬تدفعه‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬وتحثه‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬بعث‭ ‬الغبطة‭ ‬الجمالية‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬وإثارة‭ ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬كيانه،‭ ‬وإشراق‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬قلقه‭ ‬النفسي‭ ‬واضطرابه‭ ‬الحياتي‭. ‬ميدان‭ ‬الثقافة‭ ‬أصبح‭ ‬واسطة‭ ‬تفاهم‭ ‬وتعاطف،‭ ‬ومصدر‭ ‬تفاؤل‭ ‬وسعادة،‭ ‬وموضوع‭ ‬تسابق‭ ‬وتفاخر‭ ‬بين‭ ‬الأمم،‭ ‬ولغة‭ ‬تخاطب‭ ‬وتعارف‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬ففي‭ ‬عصرنا‭ ‬الحاضر‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬والفنون‭ ‬والعلم‭ ‬سفير‭ ‬معرفة‭ ‬ومودة‭ ‬ورسول‭ ‬سلام‭ ‬ووئام،‭ ‬والفن‭ ‬يسمو‭ ‬بالروح‭ ‬ويظهر‭ ‬النفس‭ ‬ويصعد‭ ‬الميول،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬أحلام‭ ‬الأمم‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬مثلها‭ ‬العليا‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويدل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬دنيا‭ ‬الإبداع،‭ ‬واعتبرت‭ ‬الروائع‭ ‬الفنية‭ ‬بمثابة‭ ‬الوجه‭ ‬الجميل‭ ‬للحضارات،‭ ‬وخير‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تراث‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويدل‭ ‬على‭ ‬إبداعه،‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬رؤاه‭ ‬الجمالية،‭ ‬ونظراته‭ ‬الحياتية،‭ ‬ومفاهيمه‭ ‬الإنسانية‭. ‬فميدان‭ ‬الثقافة‭ ‬ميدان‭ ‬للقاء‭ ‬الإنسان‭ ‬بالإنسان،‭ ‬وأقرب‭ ‬سبيل‭ ‬لاكتشاف‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬فكرية،‭ ‬وأفكار‭ ‬مصورة‭. ‬مبادرة‭ ‬رائعة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إليها‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬لو‭ ‬تحققت‭ ‬ستشق‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬دروبا‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬وستزيد‭ ‬نصيبهم‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬والثقافة‭ ‬والقراءة‭ ‬التي‭ ‬نحتاج‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬حياتنا،‭ ‬والتجديد‭ ‬والابتكار‭.‬