بين قضية البحرنة وقضية أجنبي بلع السوق

| نجاة المضحكي

عجبا‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬يعلقوا‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬واحد‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬الأول‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬البحرنة،‭ ‬وكأنها‭ ‬القضية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تعكر‭ ‬العيش،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تسعى‭ ‬لإيجاد‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فقد‭ ‬خصصت‭ ‬ميزانية‭ ‬ضخمة‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة،‭ ‬وقد‭ ‬رعى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬وأنشأ‭ ‬لها‭ ‬مؤسسات‭ ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬المتاجرة،‭ ‬أو‭ ‬ليسجل‭ ‬النائب‭ ‬صولته‭ ‬ويمارس‭ ‬علو‭ ‬صوته‭ ‬على‭ ‬الوزير‭ ‬الذي‭ ‬أمامه‭ ‬بدعوى‭ ‬إحراجه،‭ ‬ولنكتشف‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬ومنهم‭ ‬الذين‭ ‬علقوا‭ ‬على‭ ‬البحرنة،‭ ‬طلباتهم‭ ‬مجابة‭ ‬لدى‭ ‬الوزراء‭.‬

ملفات‭ ‬ثقيلة‭ ‬تقبع‭ ‬في‭ ‬أدراج‭ ‬النواب،‭ ‬ومنها‭ ‬تقارير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التطرق‭ ‬إليها،‭ ‬تعلمون‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬وجمع‭ ‬معلومات‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬التقارير،‭ ‬كما‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬في‭ ‬الاستجواب،‭ ‬بينما‭ ‬قضية‭ ‬البحرنة‭ ‬مجرد‭ ‬أرقام‭ ‬ومساءلة‭ ‬للوزير‭ ‬بدون‭ ‬بعد‭ ‬نظر،‭ ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتكلم‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬البحرنة‭ ‬والذي‭ ‬نظن‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬أنه‭ ‬يسخن‭ ‬للمجلس‭ ‬القادم‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الكرسي،‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬وجوه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

ملفات‭ ‬ثقيلة‭ ‬عالقة،‭ ‬منها‭ ‬الوجود‭ ‬الأجنبي‭ ‬المتزايد‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬الأجنبي‭ ‬صاحب‭ ‬محلات‭ ‬تجارية‭ ‬وصاحب‭ ‬عقارات،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬مالي‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬وكفالة‭ ‬إقامة‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬المدة،‭ ‬فيصعب‭ ‬بعدها‭ ‬تجريده‭ ‬منها،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجريده‭ ‬من‭ ‬ثرواته‭ ‬أو‭ ‬سلبه‭ ‬مؤسساته،‭ ‬وقد‭ ‬تلتزم‭ ‬الدولة‭ ‬بإعطائه‭ ‬الجنسية‭ ‬وحق‭ ‬التمثيل‭ ‬السياسي،‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬مشكلة‭ ‬التواجد‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬تهدد‭ ‬مصالح‭ ‬المواطن،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬منافسة‭ ‬الأجنبي،‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬عائلته‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬كلفة‭ ‬الإيجار‭ ‬والكهرباء،‭ ‬ويكتفي‭ ‬بسكن‭ ‬مشترك‭ ‬وهو‭ ‬يملك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬عشرة‭ ‬مطاعم‭ ‬أو‭ ‬عشر‭ ‬شركات،‭ ‬وأساطيل‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬غير‭ ‬العقارات‭.‬

فأيهما‭ ‬أخطر‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والأمن،‭ ‬فالأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يفوق‭ ‬عددهم‭ ‬المواطنين‭ ‬بلعوا‭ ‬السوق‭ ‬وحولوا‭ ‬المليارات‭ ‬إلى‭ ‬دولهم‭.‬