“الميثاق”... مبادرة من ملك صنع التاريخ

| د. عبدالحسين علي ميرزا

ان‭ ‬الناظر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬سيجد‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬المشهورين‭ ‬والمعروفين‭ ‬بأنهم‭ ‬صنعوا‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭ ‬شعب‭ ‬محظوظ‭ ‬بأن‭ ‬لدينا‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬العظماء،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مبادرته‭ ‬بطرح‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬للاستفتاء‭ ‬الشعبي،‭ ‬فميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬ملكية‭ ‬وحدث‭ ‬تاريخي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬جاء‭ ‬بمبادرة‭ ‬شجاعة‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬ملهم،‭ ‬له‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬ودائماً‭ ‬يسبق‭ ‬الأحداث،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬يسرني‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لمقام‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬والى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الامير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬والى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الامير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬الذكرى‭ ‬التاريخية‭ ‬لميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬للمملكة‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬وازدهار‭ ‬وانجازات‭ ‬مشرفة‭ ‬على‭ ‬الاصعدة‭ ‬كافة‭ ‬منذ‭ ‬تدشين‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الميثاق‭ ‬شكّل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬نقلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المتقدمة‭ ‬ومرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬والرفاهية‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬موضع‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬والإعجاب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬والاقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والمتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والرقي‭ ‬والازدهار‭ ‬للمواطن‭ ‬والوطن،‭ ‬وعند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬فيمكننا‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬غيّر‭ ‬مجرى‭ ‬الاحداث‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عندما‭ ‬أمر‭ ‬جلالته‭ ‬بإنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬هيئة‭ ‬منفصلة‭ ‬تتبع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وتختص‭ ‬بالطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬بإنشاء‭ ‬الهيئة‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جعلت‭ ‬موضوع‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬ضمن‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة،‭ ‬وهذا‭ ‬التوجه‭ ‬يتماشي‭ ‬مع‭ ‬القفزة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تضفي‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬اسم‭ ‬طاقة‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لايعني‭ ‬ان‭ ‬نستغني‭ ‬عن‭ ‬الطاقة‭ ‬الاحفورية‭ ‬وخاصة‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬حبانا‭ ‬الله‭ ‬بوفرة‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬الاحفورية‭ ‬وهي‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وانما‭ ‬تعني‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬لنستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفي‭ ‬بالتزاماتنا‭ ‬الدولية‭ ‬والاقليمية‭ ‬والمحلية‭ ‬بتوفير‭ ‬طاقة‭ ‬نظيفة‭ ‬وتقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الغازية‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬لأجيالنا‭ ‬القادمة‭. ‬

إن‭ ‬مناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬لتجديد‭ ‬العهد‭ ‬والولاء‭ ‬والالتزام‭ ‬للقيادة‭ ‬لمواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬الإصلاح‭ ‬ومشاركة‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطن‭ ‬ديمقراطي‭ ‬متقدم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لكافة‭ ‬المواطنين،‭ ‬واتمنى‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬قيادتنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه‭ ‬وأن‭ ‬تعود‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬الكريم‭ ‬بالخير‭ ‬واليمن‭ ‬والبركات،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وانتم‭ ‬بخير‭.‬