فجر جديد

لماذا تستفزون المواطن؟

| إبراهيم النهام

لا‭ ‬يزال‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬على‭ ‬ديدنهم‭ ‬الغريب،‭ ‬مدلين‭ ‬بتصريحات‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬ولا‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الواقع‭ ‬اليومي‭ ‬للناس‭.‬

باستثناء‭ ‬أنها،‭ ‬وأعني‭ ‬التصريحات،‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬إلا‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة،‭ ‬هي‭ ‬استفزاز‭ ‬المواطن،‭ ‬وزيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬الاحتقان‭ ‬لديه،‭ ‬وكأن‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬ومشاق‭ ‬حياة،‭ ‬ليست‭ ‬بكافية‭.‬

آخرها،‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬جميل‭ ‬حميدان،‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬أحترمه‭ ‬وأقدره،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬بالحرف‭ ‬إن‭ ‬“مدخول‭ ‬336‭ ‬دينارًا‭ ‬هو‭ ‬كاف‭ ‬لأسرة‭ ‬قوامها‭ ‬6‭ ‬أفراد”،‭ ‬فهل‭ ‬يعقل‭ ‬ذلك؟‭ ‬وكيف؟‭ ‬حتى‭ ‬أكون‭ ‬من‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭.‬

مشكلة‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬لدينا‭ ‬هي‭ ‬بعدهم‭ ‬عن‭ ‬الشارع،‭ ‬والناس،‭ ‬والمواطن‭ ‬البسيط،‭ ‬لا‭ ‬ينظرون‭ ‬لحاله‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬الأوراق‭ ‬وشاشات‭ ‬الحاسوب،‭ ‬وتحليلات‭ ‬الموظفين،‭ ‬ومزاجياتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬بربي‭ ‬لخطأ‭ ‬جسيم‭.‬

كل‭ ‬مسؤول‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬أن‭ ‬المناصب‭ ‬لا‭ ‬تدوم،‭ ‬وأنه‭ ‬سيتقاعد‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬سيحال‭ ‬من‭ ‬وظيفته،‭ ‬حينها‭ ‬لن‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬في‭ ‬الناس،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬منصب‭ ‬وصلاحيات‭ ‬وشخطة‭ ‬قلم‭ ‬تحدد‭ ‬مصير‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭.‬

المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الصابر‭ ‬والمتصبِّر،‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يُحمل‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬فيه،‭ ‬وسنستمر،‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحافيين،‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخيرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرتضون‭ ‬الخطأ‭ ‬بحقه،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بحجم‭ ‬“الإنش”‭.‬