المرأة في مجال العلوم

| عبدعلي الغسرة

للمرأة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬العصور‭ ‬والأمم‭ ‬مساهمات‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم،‭ ‬وقد‭ ‬حققت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬العِلمية‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمع‭ ‬وتطوره،‭ ‬فقد‭ ‬تعلمت‭ ‬المرأة‭ ‬وثابرت‭ ‬واجتازت‭ ‬كل‭ ‬العوائق‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بهمة‭ ‬واعية‭ ‬وعزيمة‭ ‬مقتدرة،‭ ‬ونالت‭ ‬بذلك‭ ‬كل‭ ‬تقدير‭ ‬من‭ ‬مجتمعها‭ ‬واحترام‭ ‬قيادات‭ ‬بلدانها،‭ ‬والتاريخ‭ ‬يُسطر‭ ‬بمدادٍ‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬كل‭ ‬مشاركات‭ ‬وإنجازات‭ ‬المرأة‭ ‬عِبر‭ ‬العصور‭ ‬المختلفة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬عِلمي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المرأة‭ ‬مشاركة‭ ‬فيه،‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والطبية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والفلسفية‭ ‬وغيرها،‭ ‬واستحقت‭ ‬بذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والشهادات‭ ‬العِلمية‭ ‬وصولا‭ ‬لجوائز‭ ‬نوبل‭.‬

لم‭ ‬تحصد‭ ‬المرأة‭ ‬مكانتها‭ ‬العِلمية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬في‭ ‬بلادها‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬جهدها‭ ‬المثابر‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭ ‬العِلمي‭ ‬النظري‭ ‬والتقني‭ ‬وحزمها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬تصبو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أحلام‭ ‬تخدمها‭ ‬وتخدم‭ ‬مجتمعها‭ ‬وأفراده‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬هذا‭ ‬التحصيل‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬لها‭ ‬الأبواب‭ ‬كاملة‭ ‬لتتقلد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬وتتبوأ‭ ‬المراكز‭ ‬المتقدمة‭ ‬وصولا‭ ‬لمقعد‭ ‬الوزارة‭ ‬والقضاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وللاحتفاء‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬المجيد‭ ‬للمرأة‭ ‬قررت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬2015م‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬فبراير‭ ‬يومًا‭ ‬عالميًا‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭.‬

الاحتفاء‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬يكون‭ ‬بحث‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مواهب‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬وبالتساوي‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬والإبداع،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الإنمائي‭ ‬بادرت‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بتخصيص‭ ‬عام‭ ‬2019م‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬“التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وعلوم‭ ‬المستقبل”‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬المئوية‭ ‬للتعليم‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكان‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬بيان‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬علوم‭ ‬المستقبل‭ ‬وتقدمها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭.‬

لقد‭ ‬حظيت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬الذي‭ ‬دشن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬والعلوم‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقطاعات‭ ‬الوظيفية‭ ‬والمدنية،‭ ‬وهذا‭ ‬يُجسد‭ ‬أهداف‭ ‬الدولة‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وجميع‭ ‬الجمعيات‭ ‬النسائية‭ ‬ومنظماتها‭ ‬ويتوافق‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمواثيق‭ ‬والعهود‭ ‬الدولية‭ ‬والعربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030م‭. ‬فكل‭ ‬تحية‭ ‬وتقدير‭ ‬للمرأة‭ ‬المثابرة‭ ‬لتأخذ‭ ‬دورها‭ ‬المجتمعي‭ ‬والوطني‭ ‬بكل‭ ‬عزيمة‭ ‬واقتدار‭.‬