المصلحة العليا للسودان

| بدور عدنان

مازال‭ ‬السودان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تركة‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬السلبية‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬أكبر‭ ‬تحدياتها‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬السودان‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬للإرهاب،‭ ‬حيث‭ ‬صنفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬الخرطوم‭ ‬كدولة‭ ‬داعمة‭ ‬للإرهاب‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬إثر‭ ‬إيواء‭ ‬نظام‭ ‬البشير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬أهمها‭ ‬زعيم‭ ‬القاعدة‭ ‬أسامة‭ ‬بن‭ ‬لادن،‭ ‬ما‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬الخرطوم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬أعاقت‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬عمليات‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السوداني‭ ‬عبدالله‭ ‬حمدوك،‭ ‬فوجود‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬للإرهاب‭ ‬يشل‭ ‬قدرة‭ ‬السودان‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

رفع‭ ‬اسم‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭ ‬يعتبر‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬المجلس‭ ‬السيادي‭ ‬السوداني،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬السودان‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬صحيحاً‭ ‬ويتسق‭ ‬مع‭ ‬مصلحته‭ ‬القومية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬رفع‭ ‬اسم‭ ‬السودان‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القائمة،‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬سبل‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية،‭ ‬وما‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬السيادي‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأوغندية‭ ‬إلا‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬وخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لبلوغ‭ ‬ذلك‭ ‬المأرب‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬مدرك‭ ‬للوضع‭ ‬السوداني‭ ‬اليوم‭ ‬والدوافع‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬البرهان‭ ‬للقاء‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬الصفراء‭ ‬لم‭ ‬تدخر‭ ‬جهداً‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬انتماء‭ ‬السودان‭ ‬لمحيطه‭ ‬العربي،‭ ‬متجاهلة‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأن‭ ‬دوافع‭ ‬لقاء‭ ‬البرهان‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‭ ‬المرتب‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭  ‬الأهمية‭ ‬الوطنية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭. ‬لست‭ ‬هنا‭ ‬اليوم‭ ‬بصدد‭ ‬التصفيق‭ ‬للقاء‭ ‬البرهان‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو،‭ ‬لكنني‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ضد‭ ‬الحملة‭ ‬الشعواء‭ ‬التي‭ ‬شنت‭ ‬ضد‭ ‬السودان‭ ‬وقياداته،‭ ‬فالتشكيك‭ ‬والطعن‭ ‬في‭ ‬انتماء‭ ‬ووطنية‭ ‬قادة‭ ‬السودان‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يقبله‭ ‬أي‭ ‬عربي،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬فرضنا‭ ‬جدلاً‭ ‬أن‭ ‬كيل‭ ‬التهم‭ ‬للسودان‭ ‬اليوم‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬القومية‭ ‬العربية،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬السودان‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬وإخراجها‭ ‬من‭ ‬مستنقع‭ ‬البشير‭ ‬واجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬