سوالف

ترقية ومكافأة “الكسالى والتنابله” وتطفيش الموظف المخلص

| أسامة الماجد

هناك‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬يحملون‭ ‬فكرا‭ ‬رائعا‭ ‬وفرضوا‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬أقسامهم‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬وارتفعوا‭ ‬بطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬أفضل،‭ ‬وعملهم‭ ‬ناجح‭ ‬مئة‭ ‬بالمئة‭ ‬بحيث‭ ‬يرضي‭ ‬الجميع،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تستغرب‭ ‬عدم‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬“تقدير‭ ‬وترقية”،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬حقيقة‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الحيرة‭ ‬ومثير‭ ‬للتساؤل،‭ ‬بعضهم‭ ‬مستعد‭ ‬لأن‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬واحدة‭ ‬طوال‭ ‬الدوام‭ ‬لينجز‭ ‬ويعمل‭ ‬بذمة‭ ‬وضمير‭ ‬وخبرة‭ ‬غنية‭ ‬ومسؤولية‭ ‬دائمة‭ ‬وبصورة‭ ‬واعية‭ ‬سليمة،‭ ‬ودائما‭ ‬تكون‭ ‬محصلته‭ ‬إيجابية،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يواجه‭ ‬حربا‭ ‬ضارية‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬تتعلق‭ ‬بعدم‭ ‬ترقيته‭ ‬وتحفيزه‭ ‬ومكافأته‭ ‬على‭ ‬جهوده،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬غرائب‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬جهات‭ ‬العمل‭ ‬“الرسمية‭ ‬والأهلية”،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬ترفع‭ ‬التوصيات‭ ‬بمنتهى‭ ‬الشجاعة‭ ‬لترقية‭ ‬ومكافأة‭ ‬“الكسالى‭ ‬والتنابله”‭ ‬الذين‭ ‬يتهربون‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والمسؤولية‭ ‬والذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬ساعات‭ ‬الدوام‭ ‬ساعات‭ ‬عذاب‭ ‬واستنزاف‭.‬

ربما‭ ‬هناك‭ ‬لوائح‭ ‬وقوانين،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ترك‭ ‬الموظف‭ ‬النشيط‭ ‬وخداعه‭ ‬والاستهتار‭ ‬بضمان‭ ‬حقوقه‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬حافز‭ ‬أو‭ ‬ترقية،‭ ‬وإقحامه‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬التعقيدات‭ ‬الإدارية‭ ‬وخطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬وعشر‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬لأنه‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬اللف‭ ‬والدوران‭ ‬ويطيع‭ ‬الأوامر،‭ ‬ومن‭ ‬أشد‭ ‬مظاهر‭ ‬تطفيش‭ ‬الموظف‭ ‬المخلص‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬إهمال‭ ‬تقاريره‭ ‬السنوية‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بخبرته‭ ‬الفنية‭ ‬وكفاءته‭ ‬وتوقيف‭ ‬ترقيته،‭ ‬والالتفات‭ ‬إلى‭ ‬غيره‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬دون‭ ‬مستواه‭ ‬وخبرته،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬تعميما،‭ ‬وهناك‭ ‬مسؤولون‭ ‬أصحاب‭ ‬ذمة‭ ‬وصوتهم‭ ‬واضح،‭ ‬لكن‭ ‬توجد‭ ‬حالات‭ ‬وضع‭ ‬الشمع‭ ‬الأحمر‭ ‬عليها‭ ‬ومازالت‭ ‬معطلة‭ ‬يعلوها‭ ‬الغبار‭ ‬ومطلوب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تزحف‭ ‬حتى‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الترقية‭ ‬والحافز‭.‬

الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بعيوب‭ ‬التخطيط،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تجاهل‭ ‬حقوق‭ ‬الموظف‭ ‬المخلص‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا،‭ ‬فالمسألة‭ ‬ليست‭ ‬صفقات‭ ‬فيها‭ ‬ربح‭ ‬وخسارة،‭ ‬إنما‭ ‬جهود‭ ‬“ناس‭ ‬تشتغل”‭ ‬بمختلف‭ ‬الظروف‭ ‬خدمة‭ ‬للوطن‭ ‬وتحقيقا‭ ‬للمنفعة‭ ‬الكاملة‭ ‬للدولة،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يستحقون‭ ‬التقدير‭ ‬والقرارات‭ ‬المنصفة،‭ ‬بدل‭ ‬نسيانهم‭ ‬وتعليقهم‭ ‬على‭ ‬مقاصل‭ ‬الانتظار‭ ‬والمذلة‭ ‬والمهانة‭.‬