سوالف

دار الكرامة للرعاية الاجتماعية... ضعف إعلامي

| أسامة الماجد

في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يحتاج‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬إمداده‭ ‬بالبيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬ليكون‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬وفي‭ ‬الصورة‭ ‬وجزءا‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬المتكامل،‭ ‬وعلى‭ ‬معرفة‭ ‬لصيقة‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والأهلية،‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬كان‭ ‬ومعرفة‭ ‬السياسات‭ ‬والخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تنفذها،‭ ‬وهذه‭ ‬مهمة‭ ‬“الجهة”‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم،‭ ‬وتوفر‭ ‬إليه‭ ‬المعلومات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلانية‭ ‬التي‭ ‬تجذب‭ ‬الانتباه،‭ ‬والتواجد‭ ‬المستمر‭ ‬واللافت‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬منصات‭ ‬الإعلام‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬المتكاملة‭ ‬ومدى‭ ‬نجاح‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬ونتائج‭ ‬مشروعاتها‭.‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬“دار‭ ‬الكرامة‭ ‬للرعاية‭ ‬الاجتماعية”،‭ ‬بعد‭ ‬نشرنا‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭ ‬“تسول‭ ‬نساء‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬عربية‭ ‬وحافة‭ ‬الخطيئة”،‭ ‬وطلبت‭ ‬مني‭ ‬المتصلة‭ ‬تزويدها‭ ‬بأية‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬النسوة‭ ‬وأماكن‭ ‬تسولهن،‭ ‬كما‭ ‬أخبرتني‭ ‬بأن‭ ‬الدار‭ ‬تلقت‭ ‬فعلا‭ ‬عدة‭ ‬شكاوى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬وأمانة‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬“دار‭ ‬الكرامة‭ ‬للرعاية‭ ‬الاجتماعية”‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به،‭ ‬ليس‭ ‬“جهلا‭ ‬مني”،‭ ‬إنما‭ ‬لتواضع‭ ‬آلية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدار‭ ‬نفسها‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬محددة‭ ‬وواضحة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬والتعريف‭ ‬بأهداف‭ ‬الدار،‭ ‬ربما‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬ونشاط‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬ليس‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب‭ ‬الذي‭ ‬يوازي‭ ‬طبيعة‭ ‬عمل‭ ‬الدار‭ ‬وأهميتها،‭ ‬فهي‭ ‬كما‭ ‬عرفت‭ ‬عنها‭ ‬لاحقا‭ ‬“دار‭ ‬رعاية‭ ‬المتسولين‭ ‬والمشردين،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬اجتماعية‭ ‬حكومية‭ ‬تتبع‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتعنى‭ ‬بتوفير‭ ‬أوجه‭ ‬الرعاية‭ ‬والخدمات‭ ‬المختلفة‭ ‬للمتسول‭ ‬والمتشرد‭ ‬لأول‭ ‬مرة”‭.‬

عندما‭ ‬دخلت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الدار‭ ‬في‭ ‬“الإنستغرام”‭ ‬وجدت‭ ‬126‭ ‬بوستا‭ ‬منشورا‭ ‬فقط،‭ ‬“في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬ظهر‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي”،‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬مطالبة‭ ‬بمتابعة‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬التسول‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المنشورات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬أنشطة‭ ‬الدار‭ ‬في‭ ‬أنجح‭ ‬منصة‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“إنستغرام”‭ ‬بهذا‭ ‬الكم،‭ ‬ونتساءل‭ ‬أيضا‭.. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬محاضرات‭ ‬ومعارض‭ ‬تثقيفية‭ ‬وتوعوية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الدار؟‭!.‬