الفزعة يا الربع.. فضائح في فضائح!

| سعيد محمد

“حملة‭ ‬“قل‭ ‬خيرًا”‭.. ‬إن‭ ‬مواجهة‭ ‬إساءات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مسؤولية‭ ‬اجتماعية‭ ‬يتحملها‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬عبر‭ ‬تبني‭ ‬الخطاب‭ ‬المعتدل‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬الفتن‭ ‬والإساءات”‭. (‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬الرميحي‭). ***‬

لو‭ ‬أردنا‭ ‬تقديم‭ ‬أسوأ‭ ‬النماذج‭ ‬الشيطانية‭ ‬الدنيئة‭ ‬من‭ ‬منشورات‭ ‬وسائل‭ ‬ووسائط‭ ‬الإعلام‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬من‭ ‬تطبيقات‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فقد‭ ‬نصاب‭ ‬بالحيرة‭ ‬وخيبة‭ ‬الأمل؟‭! ‬لأنها‭ ‬تفوق‭ ‬العد‭ ‬والحصر‭ ‬وكلما‭ ‬استأت‭ ‬من‭ ‬نموذج،‭ ‬ستجد‭ ‬نموذجًا‭ ‬أسوأ‭ ‬منه،‭ ‬والأخطر‭ ‬بشكل‭ ‬فادح،‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المنشورات‭ ‬القبيحة‭ ‬التي‭ ‬يبدأ‭ ‬صاحبها‭ ‬بذكر‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وينهيها‭ ‬بطلب‭ ‬الدعوات‭ ‬والمعفرة‭ ‬وكسب‭ ‬الأجر،‭ ‬وبين‭ ‬بداية‭ ‬الذكر‭ ‬ونهايته،‭ ‬يستغرب‭ ‬حتى‭ ‬إبليس‭ ‬الرجيم‭ ‬مما‭ ‬احتواه‭ ‬كلام‭ ‬صاحبه‭.‬

والبعض‭ ‬يطلب‭ ‬الفزعة،‭ ‬لضمان‭ ‬النشر‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬نطاق،‭ ‬وكأنه‭ ‬يضع‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬الناس‭ ‬عملًا‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصلاح‭! ‬يتفاوت‭ ‬أولئك‭ ‬الأباليس،‭ ‬فمنهم‭ ‬الصغار‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يفعلون،‭ ‬ومنهم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الرشد،‭ ‬حيث‭ ‬يطالبون‭ ‬“الربع”‭ ‬بفزعة‭ ‬لتوسيع‭ ‬شريحة‭ ‬المتلقين‭ ‬والناشرين‭ ‬للخبث‭ ‬الذي‭ ‬أرسلوه‭.‬

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬نقاش‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأخوة‭ ‬في‭ ‬تعليقات‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬التي‭ ‬نشرها‭ ‬أحد‭ ‬حسابات‭ ‬الانستغرام‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬المقطع‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬“فاشينيستا‭ ‬خليجية”‭ ‬أساءت‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬الوطني،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فلا‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬أن‭ ‬ينتقم‭ ‬أفراده‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬أخطأ‭ ‬واعتذر‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬شكل‭ ‬اعتذاره‭!‬‭ ‬فشعب‭ ‬البحرين‭ ‬بطبيعته‭ ‬طيب‭ ‬وأبيض‭ ‬القلب،‭ ‬وعلى‭ ‬أية‭ ‬حال،‭ ‬فذلك‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬دقيقة،‭ ‬تناول‭ ‬اتهامات‭ ‬للمذكورة‭ ‬تستلزم‭ ‬المساءلة‭ ‬القانونية،‭ ‬بل‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬والديها‭ ‬وأخواتها‭! ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬التعليقات‭ ‬كانت‭ ‬تهاجم‭ ‬دون‭ ‬دليل،‭ ‬فيما‭ ‬القلة‭ ‬ممن‭ ‬رفض‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التشهير‭ ‬ورفض‭ ‬بالمقابل‭ ‬نشره‭.. ‬هذا‭ ‬مجرد‭ ‬نموذج‭ ‬قبيح‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القبائح‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬غير‭ ‬الملتزم‭ ‬بأي‭ ‬قيمة‭ ‬إنسانية‭ ‬أو‭ ‬أخلاقية‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭.‬

هنا،‭ ‬يصبح‭ ‬أمر‭ ‬التنقية‭ ‬“الفلتر”‭ ‬ضروريًا‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬جميعًا،‭ ‬بل‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬السيئ،‭ ‬وكم‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬رائعة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬حملة‭ ‬“قل‭ ‬خيرًا،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬للتوعية‭ ‬بأهمية‭ ‬وأثر‭ ‬الكلمة‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ونشر‭ ‬الممارسات‭ ‬الصحيحة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع،‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬ازدياد‭ ‬حالات‭ ‬التنمر‭ ‬وانتشار‭ ‬الإشاعات‭ ‬بصورة‭ ‬سهلة‭ ‬دون‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬صحتها‭.‬

لقد‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬الرميحي‭ ‬إلى‭ ‬محور‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬تصريحه،‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يعاني‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬من‭ ‬تدفق‭ ‬للمعلومات‭ ‬غير‭ ‬الدقيقة‭ ‬والإساءات‭ ‬الدخيلة‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭.. ‬“قل‭ ‬خيرًا”‭.. ‬شكرًا‭ ‬لجهودكم‭.‬