ريشة في الهواء

بذرة خليفة بن سلمان تنبت استدامة

| أحمد جمعة

بذرة‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء‭ ‬التي‭ ‬غرسها‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬أينعت‭ ‬وطنًا‭ ‬نموذجيا‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تربعت‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬هرم‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬المنطقة‭ ‬بل‭ ‬الإقليم‭ ‬يعاني‭ ‬بداية‭ ‬التطور،‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬مركز‭ ‬التنمية،‭ ‬هذا‭ ‬النبت‭ ‬الطيب‭ ‬الذي‭ ‬غرسته‭ ‬اليد‭ ‬البيضاء‭ ‬والفكر‭ ‬النير‭ ‬لسموه،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬بنا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تسديها‭ ‬البحرين‭ ‬للعالم‭ ‬بوصفها‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادرات‭ ‬رائدة‭ ‬تضع‭ ‬قطار‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬التنمية‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬محور‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بروز‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كقوة‭ ‬حقيقية‭ ‬تملك‭ ‬زمام‭ ‬التطور‭ ‬والسيطرة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬قوى‭ ‬الدول‭ ‬تقاس‭ ‬بمستوى‭ ‬التنمية‭.‬

لقد‭ ‬أسس‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬حظي‭ ‬بالتحديات،‭ ‬قاعدة‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬التنموية‭ ‬والحضارية،‭ ‬“خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬ممتدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬طموحة‭ ‬وفكر‭ ‬مستنير،‭ ‬يضع‭ ‬الأولويات‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬المواطن،‭ ‬وينفذها‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مشروعات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإسكان‭ ‬والرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وغيرها،‭ ‬بحيث‭ ‬يتحقق‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬عملية‭ ‬تنموية،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬رفاهية‭ ‬المواطن”‭.‬

لقد‭ ‬زرع‭ ‬سموه‭ ‬بذور‭ ‬هذه‭ ‬المنجزات‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬بشبابه‭ ‬وظل‭ ‬ممسكًا‭ ‬دفة‭ ‬السفينة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬عواصف‭ ‬وتحديات‭ ‬ومخاطر،‭ ‬تمكن‭ ‬سموه‭ ‬بحنكته‭ ‬وخبرته‭ ‬وصلابة‭ ‬موقفه،‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬الحكومة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬ومازال‭ ‬يقود‭ ‬الدفة‭ ‬بعزيمته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستكين،‭ ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬عودته‭ ‬بحفظ‭ ‬الله‭ ‬لاستكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬حتى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬والتي‭ ‬وضع‭ ‬أساسها‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬لينطلق‭ ‬قطار‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬والمستدامة‭ ‬من‭ ‬محطته‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬الشاملة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بحرين‭ ‬أكثر‭ ‬تقدمًا‭ ‬وإشراقًا‭.‬

فقد‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬محاضرة‭ ‬بعنوان‭: ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬التحديات‭ ‬والفرص،‭ ‬وتحدث‭ ‬فيها‭ ‬المفكر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬البروفيسور‭ ‬جيفري‭ ‬ساكس‭ ‬مدير‭ ‬معهد‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬وتناولت‭ ‬تقييم‭ ‬تجارب‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وسبل‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬سعي‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬أسس‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬مهد‭ ‬له‭ ‬سموه‭ ‬منذ‭ ‬الأساس‭ ‬حينما‭ ‬منح‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬مظاهر‭ ‬هذه‭ ‬الرعاية،‭ ‬جائزة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬محور‭ ‬الاحتفال‭ ‬الأول‭ ‬بيوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

الرواية‭ ‬هي‭ ‬نسخة‭ ‬الكاتب‭ ‬السرية‭ ‬عن‭ ‬ذاته‭.‬