“اليوم العالمي للضمير”.. مبادرة خليفة بن سلمان في أفقها العالمي

| عادل عيسى المرزوق

حظيت‭ ‬مبادرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باعتماد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬للضمير،‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬كونها‭ ‬تؤسس،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬سموه،‭ ‬لتعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬المستقبلية‭ ‬لخدمة‭ ‬قضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتنمية‭ ‬والسلام‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬المناسبة،‭ ‬فمن‭ ‬المُتَطلَّع‭ ‬إحياء‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬وأنشطة‭ ‬وفعاليات‭ ‬وطنية،‭ ‬وإعداد‭ ‬خطة‭ ‬إعلامية‭ ‬منجزة‭ ‬لنشر‭ ‬معاني‭ ‬ودلالات‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬سفارات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ذات‭ ‬النهج‭ ‬الاحتفالي‭ ‬أيضًا‭ ‬باعتبار‭ ‬المناسبة،‭ ‬عالمية‭ ‬الأهداف‭. ‬

ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬نموذجًا‭ ‬استثنائيًّا‭ ‬مقتدرًا‭ ‬وموثَّقا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬وأقرتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لأجل‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬رؤيتها‭ ‬2030،‭ ‬والمملكة‭ ‬حاضرة‭ ‬بطبيعتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الفكر‭ ‬والاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعرفي،‭ ‬وحاضنة‭ ‬لقرون‭ ‬مضت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنمائية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬لتمتعها‭ ‬بموقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬حيوي‭ ‬اقتصادي‭ ‬وسياسي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬محطة‭ ‬نموذجية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬معالم‭ ‬التحولات‭ ‬المحورية‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬نظير‭ ‬تفردها‭ ‬بمقومات‭ ‬الوصول‭ ‬لأسمى‭ ‬مراتب‭ ‬الحياة‭ ‬التكاملية‭ ‬المثالية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والتي‭ ‬أظهرتها‭ ‬التقارير‭ ‬المُحكَّمة‭ ‬المُحوكمة‭ ‬لالتزام‭ ‬المملكة‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ونفوذها‭ ‬للتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وارتداداته‭ ‬الإيجابية‭ ‬بأعلى‭ ‬النسب‭ ‬المئوية‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

‭  ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬أعمدة‭ ‬تلك‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬معنى‭ ‬للحياة‭ ‬بجودتها؛‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬والتبني‭ ‬لاستدامتها‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬اسمه‭ ‬الكريم‭ ‬جائزة‭ ‬عالمية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬هدفها‭ ‬تعزيز‭ ‬روح‭ ‬المنافسة‭ ‬والتنافسية‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬برامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التنموية،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬توجهاته‭ ‬الإنسانية‭ ‬وسعيه‭ ‬الحثيث‭ ‬لرفاهية‭ ‬الإنسان‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬بسلام،‭ ‬وعنايته‭ ‬ورعايته‭ ‬لديمومة‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للإنسان‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أصقاع‭ ‬الأرض‭.‬

‭  ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬لإقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليوم‭ ‬دولي‭ ‬عالمي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬ابريل‭ ‬لكل‭ ‬عام،‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬بمبادرة‭ ‬إنسانية‭ ‬استراتيجية‭ ‬ذكية‭ ‬حكيمة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وقع‭ ‬تاريخي‭ ‬حُفِر‭ ‬بماء‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬صحائف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ليتربع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأيام‭ ‬الإنسانية‭ ‬واحتفالياتها،‭ ‬وليكون‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬بريقه‭ ‬يصل‭ ‬لأعماق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬تسخير‭ ‬الإنسانية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬والذي‭ ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬البروفيسور‭ ‬جيفري‭ ‬ساكس‭ ‬مدير‭ ‬معهد‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬وأستاذ‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والعامة‭ ‬بالجامعة‭ ‬في‭ ‬محاضرته‭ ‬بمركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث‭ ‬بالمحرق‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬“تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬التحديات‭ ‬والفرص”‭ ‬لأن‭ ‬الضمير‭ ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬اختزاله‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف،‭ ‬سيعني‭ ‬الكثير‭ ‬لصناع‭ ‬القرار‭ ‬كونه‭:‬

‭- ‬الأساس‭ ‬التكويني‭ ‬للإنسان‭ ‬الذي‭ ‬ميّزه‭ ‬الباري‭ ‬عزّ‭ ‬وجلّ‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬المخلوقات‭ ‬في‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‭.‬

‭- ‬المحرك‭ ‬الرئيس‭ ‬لديمومة‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والعيش‭ ‬الرغيد‭ ‬بكل‭ ‬عناصره‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إليه‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭.‬

‭- ‬الدافع‭ ‬الحقيقي‭ ‬لتمكين‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لبلورة‭ ‬أذرع‭ ‬ديناميكية‭ ‬تقييمية‭ ‬مبتكرة‭ ‬لتذليل‭ ‬الصعوبات‭.‬

‭- ‬الداعم‭ ‬لوضع‭ ‬مؤشرات‭ ‬قياس‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬الإنسانية‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭.‬

‭- ‬المؤثر‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬مساحة‭ ‬التناقضات‭ ‬والتحديات‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭.‬

وفي‭ ‬نظرة‭ ‬تحليلية‭ ‬للانعكاس‭ ‬المستقبلي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬على‭ ‬المحاور‭ ‬الثلاثة‭ ‬الرئيسية‭ ‬والتحديات‭ ‬الكامنة‭ ‬خلف‭ ‬تحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬نسبية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬والتي‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬وأشار‭ ‬إليها‭ ‬البروفيسور‭ ‬ساكس‭ ‬في‭ ‬محاضرته‭ ‬عن‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ملخصها‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭:‬

‭- ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬ومضمون‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬عجلة‭ ‬التوافق‭ ‬والاتحاد‭ ‬لحلحلة‭ ‬الأزمات‭ ‬والفوارق‭ ‬الفكرية،‭ ‬للرضوخ‭ ‬لتحكيم‭ ‬العقل‭ ‬الإنساني‭ ‬ولكسر‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬أرهقت‭ ‬المجتمعات‭ ‬اقتصاديًّا‭ ‬وصحيًّا‭ ‬وبيئيًّا‭ ‬وتعليميًّا‭ ‬وتقنيًّا‭ ‬وفقرًا،‭ ‬نتيجة‭ ‬لما‭ ‬حملته‭ ‬التداعيات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الذي‭ ‬مَرَّ‭ ‬ويَمُر‭ ‬بأزمات‭ ‬حرجة‭ ‬متفاوتة‭ ‬واللا‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬مناطقه‭ ‬لعقود‭ ‬مضت‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لتجنيبه‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬أنفاق‭ ‬مظلمة‭.‬

‭- ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬وما‭ ‬تختزله‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬المتسارعة‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬اتجاهات،‭ ‬والذي‭ ‬سيكون‭ ‬ليوم‭ ‬الضمير‭ ‬تأثير‭ ‬محوري‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭ ‬المثمرة‭ ‬كعلامة‭ ‬فارقة‭ ‬مقابل‭ ‬السلبية‭ ‬التأثيرية‭ ‬السيبرانية،‭ ‬والدعوة‭ ‬لتبنيها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الذكية‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وإنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬وفي‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬سلبيات‭ ‬تبعات‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬والبيئية‭ ‬والحروب‭ ‬الرقمية‭ ‬واهتزازاتها‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭.‬

‭ - ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬محور‭ ‬مهم‭ ‬جدًّا‭ ‬ومرتبط‭ ‬بالمحورين‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرتبطة‭ ‬به،‭ ‬ويوم‭ ‬الضمير‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬الإنساني‭ ‬الموجه‭ ‬نحو‭ ‬الحلول‭ ‬البيئية‭ ‬النافعة‭ ‬واستغلال‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬الشمسية‭ ‬والرياح‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يُؤْمَن‭ ‬استخدامه،‭ ‬وهو‭ ‬المنبه‭ ‬والضاغط‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬البيئية‭ ‬وتأثير‭ ‬الجور‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ومقدراتها‭ ‬واستنزافها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬للأجيال‭ ‬وتعزيز‭ ‬مقومات‭ ‬جودة‭ ‬الحياة،‭ ‬والذي‭ ‬بدأت‭ ‬تظهر‭ ‬سلبياتها‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشرات‭ ‬شدة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬واستهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬ونقص‭ ‬المياه‭ ‬الصحية‭ ‬وسوء‭ ‬استخدام‭ ‬المصادر‭ ‬الطبيعية‭.‬

العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬ورفاهية‭ ‬الإنسان‭ ‬تعبيرات‭ ‬مهمة‭ ‬تتكرّر‭ ‬كثيرًا‭ ‬وتأخذ‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬عند‭ ‬متصديي‭ ‬تنفيذ‭ ‬مقومات‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬ولم‭ ‬تخرج‭ ‬أبدًا‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬مبادرته‭ ‬الكريمة‭ ‬لليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير،‭ ‬وفيها‭ ‬من‭ ‬التوافق‭ ‬الكبير‭ ‬لأبحاث‭ ‬علماء‭ ‬جالوب‭ ‬منذ‭ ‬أواسط‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬الذي‭ ‬تحدثه‭ ‬نتائج‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتلك‭ ‬الأبحاث‭ ‬تتعدى‭ ‬المفهوم‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سعيدًا‭ ‬فقط،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ثريًّا،‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬ناجحًا،‭ ‬أو‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬البدنية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬بحيث‭ ‬يقود‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬العوامل‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬الفشل‭ ‬أحيانا،‭ ‬والتي‭ ‬يذكرها‭ ‬“توم‭ ‬راث‭ ‬و‭ ‬جيم‭ ‬هارتز”‭ ‬في‭ ‬كتابهما‭ ‬“العيش‭ ‬الرغيد”‭ ‬عام‭ ‬2014،

‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬تُظهر‭ ‬كيفية‭ ‬قضاء‭ ‬الناس‭ ‬لأوقاتهم‭ ‬وتقييمهم‭ ‬لحياتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقياس‭ ‬شامل‭ ‬لقياس‭ ‬رغد‭ ‬الأفراد‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬“مستكشف‭ ‬الرغد”‭ ‬wellbeing finder‭ ‬واحتواؤه‭ ‬لمئات‭ ‬الأسئلة‭ ‬عن‭ ‬الرغد‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬150‭ ‬دولة،‭ ‬وشملت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬98‭ % ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬والثروة‭ ‬والعلاقات‭ ‬والوظائف‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وتم‭ ‬التوصل‭ ‬بعد‭ ‬اكتمال‭ ‬البحث‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬عوامل‭ ‬إحصائية‭ ‬واضحة،‭ ‬والتي‭ ‬تُمَيِّز‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬المزدهرة‭ ‬والحياة‭ ‬التي‭ ‬يقضيها‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬معاناة،‭ ‬واعتبارها‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬للرغد‭ ‬لدى‭ ‬معظم‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬تفاعلهم‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬إلا‭ ‬بالإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬الضمير‭:‬

‭- ‬الرغد‭ ‬الوظيفي‭: ‬كيفية‭ ‬استغلال‭ ‬الوقت‭ ‬وحب‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬عمله‭.‬

‭- ‬الرغد‭ ‬الاجتماعي‭: ‬امتلاك‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬وحب‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

‭- ‬الرغد‭ ‬المالي‭: ‬الإدارة‭ ‬الفعالة‭ ‬للحياة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

‭- ‬الرغد‭ ‬البدني‭: ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬امتلاك‭ ‬صحة‭ ‬جيدة‭ ‬وطاقة‭ ‬تكفي‭ ‬لإنجاز‭ ‬المهام‭ ‬اليومية‭.‬

‭- ‬الرغد‭ ‬المجتمعي‭: ‬الإحساس‭ ‬بالتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الفرد‭.‬

‭  ‬ومن‭ ‬الشواهد‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬وتقويم‭ ‬مبادئ‭ ‬الذكاء‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬إحدى‭ ‬مواصفات‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الابتكار‭ ‬العالمية‭ ‬ISO/TC‭ ‬279‭ ‬والمرتبط‭ ‬بالتخطيط‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬هو‭ ‬الاستفادة‭ ‬التكاملية‭ ‬التي‭ ‬ستحدثه‭ ‬الروابط‭ ‬والانجذابات‭ ‬المحورية‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير،‭ ‬كون‭ ‬الضمير‭ ‬اللاعب‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬زلزلة‭ ‬المؤثرات‭ ‬السلبية‭ ‬والحَكَم‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬المؤثرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬المخفية‭ ‬إبان‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الاستراتيجية‭.‬