سوالف

ظاهرة تضر بسمعة البلد

| أسامة الماجد

في‭ ‬أحد‭ ‬أزقة‭ ‬سوق‭ ‬المنامة،‭ ‬الضجيج‭ ‬يملأ‭ ‬المكان‭ ‬كله‭ ‬والضحكات‭ ‬النشاز‭ ‬تدوي‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬وتتلوى‭ ‬كل‭ ‬أعناق‭ ‬المارة‭ ‬نحو‭ ‬مصدر‭ ‬الصوت‭ ‬“وأنا‭ ‬أحدهم”،‭ ‬ثم‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬ترقب‭ ‬واهتمام‭ ‬نحو‭ ‬مصدر‭ ‬الصوت،‭ ‬وإذ‭ ‬بأربعة‭ ‬من‭ ‬“المثليين”‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬آسيوية‭ ‬برفقة‭ ‬امرأتين‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الجنسية‭ ‬يترنحون‭ ‬وسط‭ ‬الطريق‭ ‬مثيرين‭ ‬ضجيجا‭ ‬هائلا‭ ‬بحركات‭ ‬مقززة‭ ‬تثير‭ ‬الغضب‭ ‬والاستياء،‭ ‬تقدموا‭ ‬نحو‭ ‬ميدان‭ ‬فسيح‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الذهب‭ ‬وأخذ‭ ‬بعضهم‭ ‬يرقص‭ ‬ويتأرجح‭ ‬بضحكات‭ ‬خليعة‭ ‬وثياب‭ ‬ضيقة‭ ‬فاضحة،‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬أشبه‭ ‬بالجيفة‭ ‬المستحقرة‭ ‬النتنة،‭ ‬فمنظر‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬المرء‭ ‬“يحتضر”‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬ويتساءل‭ ‬بحرقة‭.. ‬ما‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬“الجنس‭ ‬الثالث”‭ ‬الذين‭ ‬يتواجدون‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الأربع،‭ ‬فأين‭ ‬ما‭ ‬تذهب‭ ‬تجدهم‭ ‬أمامك‭ ‬قابعين‭ ‬في‭ ‬جوف‭ ‬الحضيض،‭ ‬بوجوههم‭ ‬السوداء،‭ ‬في‭ ‬المجمعات،‭ ‬الحدائق،‭ ‬الأسواق،‭ ‬المطاعم،‭ ‬ينصبون‭ ‬خيمة‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬لنتحدث‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬العوائل‭ ‬حين‭ ‬مقابلة‭ ‬هؤلاء،‭ ‬خصوصا‭ ‬بوجود‭ ‬الأطفال‭ ‬والبنات‭. ‬

أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬أخبرني‭ ‬أنه‭ ‬“يحاسب”‭ ‬على‭ ‬بناته‭ ‬وأولاده‭ ‬الصغار‭ ‬وقت‭ ‬دخولهم‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية،‭ ‬ويحاول‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬تحاشي‭ ‬رؤية‭ ‬أولاده‭ ‬لهم،‭ ‬لهذا‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يتركهم‭ ‬لوحدهم‭ ‬أبدا،‭ ‬فهم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭ ‬مختبئون‭ ‬بين‭ ‬الصخور‭ ‬والزوايا‭ ‬والأشجار،‭ ‬لا‭ ‬دين‭ ‬ولا‭ ‬أخلاق،‭ ‬وحيل‭ ‬تمزق‭ ‬الألجمة،‭ ‬ومرض‭ ‬خطير‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬صريحا‭ ‬للمجتمع‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬كتبت‭ ‬“لابد‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ازدياد‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬استفحلت‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تركنا‭ ‬القضية‭ ‬دون‭ ‬متابعة‭ ‬ورصد‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬ندر،‭ ‬مع‭ ‬أنها‭ ‬قضية‭ ‬خطيرة‭ ‬جدا‭ ‬وتكمن‭ ‬خطورتها‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تُلقي‭ ‬ظلالها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأفراد‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع”،‭ ‬واليوم‭ ‬نعيد‭ ‬النداء‭ ‬للجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بسمعة‭ ‬البحرين،‭ ‬فأضعف‭ ‬الإيمان‭ ‬إبعادهم‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭.‬