ياسمينيات

أموال الدولة... والمحتالون

| ياسمين خلف

ما‭ ‬كشفه‭ ‬النائب‭ ‬خالد‭ ‬بوعنق‭ ‬من‭ ‬استلام‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬مخصصات‭ ‬ومزايا‭ ‬الموظف‭ ‬الأجنبي‭ ‬لمدة‭ ‬ناهزت‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تمتع‭ ‬بحقوق‭ ‬وامتيازات‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬بعد‭ ‬اكتسابه‭ ‬شرف‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬كارثة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬ثقل‭.‬

هذه‭ ‬الحيلة،‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬نسمع‭ ‬عنها،‭ ‬ونكتشف‭ ‬فيها‭ ‬خديعة‭ ‬تُكبد‭ ‬الدولة‭ ‬خسائر،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إهدار‭ ‬لأموال‭ ‬الدولة،‭ ‬فأخونا‭ ‬هذا،‭ ‬كان‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬يستلم‭ ‬مخصصات‭ ‬كعلاوة‭ ‬السكن‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬وهي‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬يستأجر‭ ‬خلالها‭ ‬فيلا‭ ‬محترمة‭ ‬يحلم‭ ‬فيها‭ ‬المواطن،‭ ‬وتذاكر‭ ‬سفر‭ ‬له‭ ‬ولأسرته،‭ ‬كرحلة‭ ‬سنوية‭ ‬يزور‭ ‬خلالها‭ ‬أهله‭ ‬“ويغير‭ ‬فيها‭ ‬الجو”،‭ ‬وتعتبر‭ ‬كذلك‭ ‬أمنية‭ ‬من‭ ‬أمنيات‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬صحي‭ ‬له‭ ‬ولأفراد‭ ‬أسرته‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬“المرمطة”‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬للمواطنين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬بدل‭ ‬دراسة‭ ‬لأبنائه‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬والتي‭ ‬يضطر‭ ‬المواطنون‭ ‬للاستدانة‭ ‬والاقتراض‭ ‬لتوفيرها‭ ‬لأبنائهم،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الامتيازات‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬على‭ ‬استحقاقات‭ ‬المواطن،‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬بطلب‭ ‬إسكاني،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬علاوة‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة،‭ ‬وعلاوة‭ ‬اللحوم،‭ ‬والعلاوات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ودعم‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬ودعم‭ ‬علاوة‭ ‬السكن‭...‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬وبفعلته‭ ‬تلك،‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الامتيازات،‭ ‬وأهدر‭ ‬أموال‭ ‬الدولة‭. ‬

لابد‭ ‬من‭ ‬ردع‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحتالين،‭ ‬بمقاضاتهم‭ ‬بحزم،‭ ‬فلا‭ ‬تهاون‭ ‬في‭ ‬الإخلال‭ ‬بالأمانة،‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جزائه‭ ‬الذي‭ ‬سيحصل‭ ‬عليه‭ ‬بتقدير‭ ‬القاضي،‭ ‬من‭ ‬حبس‭ ‬ربما‭ ‬وغرامة،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعاد‭ ‬لخزينة‭ ‬الدولة‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬ياسمينة‭: ‬من‭ ‬لا‭ ‬أمانة‭ ‬له،‭ ‬لا‭ ‬أمان‭ ‬له‭.‬