زبدة القول

إذا لم تستح فاصنع ما شئت

| د. بثينة خليفة قاسم

ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬جمال‭ ‬ريان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مذيع‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬القطرية‭ ‬من‭ ‬تحريض‭ ‬صريح‭ ‬ضد‭ ‬رموز‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬السكوت‭ ‬عليه،‭ ‬فهذا‭ ‬التصريح‭ ‬يمثل‭ ‬دعوة‭ ‬صريحة‭ ‬للقتل،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬القناة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬طالما‭ ‬دعت‭ ‬للقتل،‭ ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬أولياء‭ ‬نعمة‭ ‬هذا‭ ‬المذيع‭ ‬قادة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬ريان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحاسب‭ ‬عليه‭.‬

جمال‭ ‬ريان‭ ‬قال‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬“بعد‭ ‬ظهور‭ ‬وجوه‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬صفقة‭ ‬القرن،‭ ‬هل‭ ‬يوافق‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬مجموعات‭ ‬لرصد‭ ‬رموز‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتصفيتها‭ ‬“،‭ ‬فما‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬الكلام؟‭ ‬ألا‭ ‬يمثل‭ ‬دعوة‭ ‬للإرهاب‭ ‬والقتل؟‭ ‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬جمال‭ ‬ريان‭ ‬كمواطن‭ ‬فلسطيني‭ ‬لقضية‭ ‬بلده‭ ‬فلسطين؟‭ ‬جمال‭ ‬ريان‭ ‬خادم‭ ‬أمين‭ ‬لأرباب‭ ‬الفتنة‭ ‬الذين‭ ‬تولوا‭ ‬تفتيت‭ ‬الأمة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نشر‭ ‬الطائفية‭ ‬والإرهاب‭ ‬فيها،‭ ‬وأسقطوا‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬الفوضى‭ ‬والضياع،‭ ‬هل‭ ‬يأتي‭ ‬الآن‭ ‬ليعطي‭ ‬دروسا‭ ‬لشعوب‭ ‬وحكام‭ ‬الأمة‭ ‬ويطالب‭ ‬بقتل‭ ‬الرموز،‭ ‬لقد‭ ‬هزلت‭ ‬يا‭ ‬سيد‭ ‬جمال‭!‬

فلتعط‭ ‬دروسا‭ ‬لنفسك‭ ‬أولا‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬راتب‭ ‬خرافي‭ ‬وتقيم‭ ‬في‭ ‬أفخم‭ ‬البيوت‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬بلدك‭ ‬وتقبض‭ ‬ثمن‭ ‬المشاركة‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬رسائل‭ ‬الفتنة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬جميع‭ ‬الطوائف‭ ‬وتشعل‭ ‬الحرائق‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬للمنعمين‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬بلدهم‭ ‬مثلك‭ ‬أن‭ ‬يتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬وأهل‭ ‬فلسطين‭ ‬لأنك‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التاريخية‭ ‬فقط،‭ ‬ولا‭ ‬تنتمي‭ ‬لفلسطين‭ ‬المعاناة‭.‬

أنت‭ ‬في‭ ‬مرتبة‭ ‬أقل‭ ‬يا‭ ‬سيد‭ ‬جمال‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬امرأة‭ ‬فلسطينية‭ ‬تعيش‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغاشم،‭ ‬ولا‭ ‬ترى‭ ‬النوم‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬الأمان،‭ ‬فلتأخذ‭ ‬أجرتك‭ ‬أيها‭ ‬الإعلامي‭ ‬المفوه‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬نعمتك‭ ‬ولتواصل‭ ‬نشراتك‭ ‬الجهورية‭ ‬ولتتوقف‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العبث‭ ‬لأنك‭ ‬تذكرنا‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬رقصوا‭ ‬لاحتلال‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬الكويت،‭ ‬ورقصوا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬يوم‭ ‬اغتيال‭ ‬الرئيس‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭. ‬ولا‭ ‬تنس‭ ‬يا‭ ‬سيد‭ ‬جمال‭ ‬أن‭ ‬تطمئن‭ ‬أولياء‭ ‬نعمتك‭ ‬وتقول‭ ‬لهم‭ ‬إنكم‭ ‬لستم‭ ‬ضمن‭ ‬الرموز‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬دعوت‭ ‬لقتلها‭.‬