الطاقة المستدامة والمحافظة على البيئة

| رائد البصري

‎يحتاج‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬احتياجًا‭ ‬شديدًا‭ ‬ولا‭ ‬يمكنه‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬البتة،‭ ‬فهو‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬إنارة‭ ‬المنزل‭ ‬والوسائل‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬والبر‭ ‬والجو،‭ ‬كما‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المصانع‭ ‬وفي‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬المعاصرة‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني،‭ ‬تتطلع‭ ‬هيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬المنشأة‭ ‬حديثًا‭ ‬بقرار‭ ‬ملكي‭ ‬بخطط‭ ‬حثيثة‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والأهلية‭ ‬لتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬بعدة‭ ‬مبادرات‭ ‬وطنية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬وكفاءة‭ ‬الطاقة‭ ‬ومنها‭ ‬مشروع‭ ‬محطة‭ ‬توبلي‭ ‬للتبريد‭ ‬المركزي‭ ‬وكيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تخفيض‭ ‬60‭ % ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬ومشروع‭ ‬تركيب‭ ‬أنظمة‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مدارس‭ ‬حكومية‭ ‬مع‭ ‬توسع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النطاق‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬تحويل‭ ‬الإنارة‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬من‭ ‬الإنارة‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬الإنارة‭ ‬الموفرة‭ ‬للطاقة‭ ‬سواء‭ ‬بالطرق‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬المنشئات‭ ‬والمنازل‭ ‬السكنية‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬ذات‭ ‬المواصفات‭ ‬الموفرة‭ ‬للطاقة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تخفيض‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بمقدار‭ ‬20‭ %.‬

وإن‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬البديلة‭ ‬التدريجي‭ ‬يتحقق‭ ‬بتدريب‭ ‬المقاولين‭ ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬الصفائح‭ ‬الشمسية‭ ‬الموفرة‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬الحديثة،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الموقعة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬باريس‭ ‬للتغيير‭ ‬المناخي‭ ‬المحاربة‭ ‬لانبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬الضارة‭ ‬بالبيئة‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تقنين‭ ‬الملوثات‭ ‬البيئية‭ ‬مثل‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬الضارة‭ ‬واستبدالها‭ ‬بأكياس‭ ‬وبمواد‭ ‬بلاستيكية‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭. ‬وتقوم‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬بتدوير‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬وحرقها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬النظافة‭ ‬أصبح‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬التنفيذ‭.‬

وعلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬إبراز‭ ‬دور‭ ‬الجمعيات‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فحصول‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬النسائية‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬رقابة‭ ‬ناعمة‭ ‬لبيئة‭ ‬مستدامة‭ ‬ضمن‭ ‬14‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬إقليمية،‭ ‬يبين‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الجمعية‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬الشباب‭ ‬وانخراطه‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬وورش‭ ‬مصاحبة‭ ‬عدة‭ ‬مثل‭ ‬عمل‭ ‬سفراء‭ ‬بيئيين‭ ‬للشباب‭ ‬والألعاب‭ ‬البيئية‭ ‬ضمن‭ ‬فعالياتها‭ ‬المصاحبة،‭ ‬وبث‭ ‬مفهوم‭ ‬التطوع‭ ‬ضمن‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬المملكة‭ ‬لخدمة‭ ‬البيئة‭. ‬

إن‭ ‬تكامل‭ ‬الدور‭ ‬الحكومي‭ ‬مع‭ ‬المجتمعي‭ ‬يذلل‭ ‬العقبات‭ ‬والتحديات،‭ ‬ويجعل‭ ‬الطريق‭ ‬سالكا‭ ‬لتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬الطاقة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬المستخدم‭ ‬النهائي‭ ‬للخدمة‭ ‬أو‭ ‬السلعة،‭ ‬ومدى‭ ‬استجابته‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمتطلبات‭ ‬المعاصرة،‭ ‬وغرس‭ ‬مفهوم‭ ‬الترشيد‭ ‬وتعزيز‭ ‬طرق‭ ‬استخداماتها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬تبديدها؛‭ ‬لأنها‭ ‬ملك‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بيئة‭ ‬خضراء‭ ‬صحية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬والانبعاثات‭ ‬الضارة‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬للجميع،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬المنامة‭ ‬عاصمة‭ ‬للسياحة‭ ‬العربية‭ ‬2020،‭ ‬ما‭ ‬يعطيها‭ ‬طابعا‭ ‬جماليا‭ ‬بهيجًا‭.‬