شباب الانتفاضة يواصلون المسيرة لإسقاط نظام طهران

| فلاح هادي الجنابي

منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬ليست‭ ‬كأي‭ ‬تنظيم‭ ‬معارض‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬يعرفها‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬ويعيها،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬تنظيما‭ ‬سياسيا‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مكاسب‭ ‬أو‭ ‬أمور‭ ‬سياسية‭ ‬محددة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬صاحبة‭ ‬برنامج‭ ‬سياسي‭ ‬ـ‭ ‬فكري‭ ‬ـ‭ ‬اجتماعي‭ ‬واضح‭ ‬المعالم‭ ‬ولا‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬أو‭ ‬طيف‭ ‬أو‭ ‬شريحة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬كله،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬ذلك‭ ‬نظريا‭ ‬وفعليا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬كموقف‭ ‬الند‭ ‬والبديل‭ ‬وليس‭ ‬كموقف‭ ‬أي‭ ‬تنظيم‭ ‬معارض‭ ‬آخر،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬دورها‭ ‬وحضورها‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬إيران‭ ‬يشار‭ ‬له‭ ‬بالبنان‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يضاهيه،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬النظام‭ ‬نفسه‭ ‬يعترف‭ ‬به‭ ‬ويتخوف‭ ‬منه‭ ‬كثيرا‭.‬

“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تاريخ‭ ‬مجيد‭ ‬حافل‭ ‬بالتضحيات‭ ‬والانتصارات‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬الإيراني‭ ‬وتترك‭ ‬آثار‭ ‬بصماتها‭ ‬واضحة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬النواحي،‭ ‬ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬شيء‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬وحتى‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأكبر‭ ‬المكاسب‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬وكسب‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬إليها،‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬فإنها‭ ‬صارت‭ ‬كالتنظيم‭ ‬الذي‭ ‬يتدفق‭ ‬نشاطا‭ ‬وحيوية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أرعب‭ ‬النظام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬وما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أنه‭ ‬يطالب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بمراقبة‭ ‬أبنائهم‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬الانضمام‭ ‬لمجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬طالبوا‭ ‬الآباء‭ ‬بأن‭ ‬ينتقدوا‭ ‬المنظمة‭ ‬أمام‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشويه‭ ‬صورتها‭ ‬والتأثير‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬تاريخها‭ ‬النضالي‭ ‬المشرق‭.‬

انتفاضة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بوجه‭ ‬النظام‭ ‬لعبت‭ ‬وتلعب‭ ‬فيها‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬دورا‭ ‬رائدا‭ ‬واستثنائيا،‭ ‬وتتجلى‭ ‬قوة‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬وتأثيره‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬السائرين‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬وخطى‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬الأول‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬شأنهم‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬نظام‭ ‬الشاه،‭ ‬والانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬بفضل‭ ‬النشاطات‭ ‬النضالية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الشباب،‭ ‬وبهذا‭ ‬السياق‭ ‬فإنه‭ ‬وفي‭ ‬“فجر‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬2020،‭ ‬أشعل‭ ‬شباب‭ ‬الانتفاضة‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬مشؤومة‭ ‬لخامنئي‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬للنظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والحرسي‭ ‬المجرم‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬الهالك‭ ‬قائد‭ ‬قوة‭ ‬القدس‭ ‬الإرهابية‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬ومدن‭ ‬أصفهان‭ ‬وشيراز‭ ‬والأهواز‭ ‬ورشت‭ ‬وجولستان‭ ‬وإيلام‭ ‬وبهبهان‭ ‬كامياران”،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تسنى‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬وتأثير‭ ‬شباب‭ ‬الانتفاضة‭ ‬لا‭ ‬يتحدد‭ ‬بمدينة‭ ‬أو‭ ‬محافظة‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬معينة،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬كدور‭ ‬المنظمة‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬إيران‭ ‬والشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬كله‭. ‬“الحوار”‭.‬