رؤيا مغايرة

فيروس كورونا... ونظرية المؤامرة

| فاتن حمزة

مرّ‭ ‬شهر‭ ‬تقريبا‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬سلالة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬ووهان‭ ‬الصينية،‭ ‬والذي‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬دولة،‭ ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬ظهوره،‭ ‬انتشر‭ ‬الذعر‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأخذ‭ ‬الناس‭ ‬يبحثون‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬عن‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬اعتبرته‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬عالمية‭.‬

لسنا‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الشطحات‭ ‬نتيجة‭ ‬تراكمات‭ ‬معرفية‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬شبيهة،‭ ‬فدائماً‭ ‬عندما‭ ‬ينتشر‭ ‬مرض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬وينشغل‭ ‬الناس‭ ‬به،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬تغييب‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬وإشغال‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬كبيرة‭ ‬ستحدث‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬نستبعد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬بعرض‭ ‬الدواء‭ ‬بقصد‭ ‬الاستثمار،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الكومبيوتر،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البرمجيات‭ ‬الخبيثة‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬شركات‭ ‬مكافحة‭ ‬الفايروسات‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بعد‭ ‬نشرها‭ ‬بطرح‭ ‬العلاج‭ ‬بقصد‭ ‬الاستثمار،‭ ‬كذلك‭ ‬لا‭ ‬أستبعد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحروب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الشك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬بيل‭ ‬جيتس‭ ‬مؤسس‭ ‬شركة‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬حذر‭ ‬كما‭ ‬أفادت‭ ‬صحيفة‭ ‬“The Sun”‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬قاتل‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬سوبر‭ ‬فيروس‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬33‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭.‬

وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬تكلمت‭ ‬عن‭ ‬مرض‭ ‬سارس‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬وأحدث‭ ‬ضجة‭ ‬شبيهة‭ ‬بضجة‭ ‬كورونا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ثم‭ ‬تساءلت‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التهكم‭ ‬أليس‭ ‬“كارس”‭ (‬أي‭ ‬جمع‭ ‬سيارة‭ ‬بالإنجليزي‭) ‬أشد‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬السارس‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يقتل‭ ‬سوى‭ ‬العشرات‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬ثم‭ ‬رحل‭ ‬عنا،‭ ‬بينما‭ ‬حوادث‭ ‬السيارات‭ ‬تقتل‭ ‬يومياً‭ ‬المئات،‭ ‬فهل‭ ‬العبرة‭ ‬بالعدد‭ ‬أو‭ ‬الاسم‭ ‬والتهويل‭ ‬والمقاصد‭ ‬التي‭ ‬تختفي‭ ‬وراءه،‭ ‬وتبقى‭ ‬كلماتي‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬شطحات‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭.‬