نظام الملالي يحترق بناره

| فلاح هادي الجنابي

تفاخر‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬المنصرمة‭ ‬بصورة‭ ‬ملفتة‭ ‬للنظر‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وأذرعه‭ ‬العميلة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬بمقدرته‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬وفرض‭ ‬أفكاره‭ ‬وأنه‭ ‬صار‭ ‬أمرا‭ ‬واقعا‭ ‬وأن‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬ترسخ‭ ‬وليس‭ ‬بإمكان‭ ‬أحد‭ ‬زعزعته‭ ‬والتأثير‭ ‬عليه،‭ ‬وفي‭ ‬ذروة‭ ‬تفاخره‭ ‬واعتداده‭ ‬بنفسه‭ ‬انبرت‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي،‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬المنتخبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لتؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬أضعف‭ ‬ما‭ ‬يكون،‭ ‬وأنه‭ ‬يستغل‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬الدولية‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬سياسة‭ ‬الاسترضاء‭ ‬والمسايرة‭ ‬للبلدان‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬بقاء‭ ‬واستمرار‭ ‬النظام‭.‬

ما‭ ‬أكدته‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬بشأن‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬أضعف‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬إدراكها‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬الأعوام‭ ‬الطويلة‭ ‬وهدره‭ ‬أموالا‭ ‬طائلة‭ ‬جدا،‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬مازالت‭ ‬تفتقر‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬محكمة،‭ ‬والفيضانات‭ ‬والسيول‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أرجاء‭ ‬إيران‭ ‬فضحت‭ ‬النظام‭ ‬وعرته‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬طبل‭ ‬لكون‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬أصبحت‭ ‬مكتفية‭ ‬ذاتيا‭ ‬وأن‭ ‬لديها‭ ‬زراعة‭ ‬وصناعة‭ ‬يعتد‭ ‬بها،‭ ‬لكن‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬صناعة‭ ‬أو‭ ‬زراعة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل،‭ ‬إنما‭ ‬جلها‭ ‬تجميعية‭ ‬أو‭ ‬بدائية‭ ‬أو‭ ‬تفتقر‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المستلزمات‭.‬

أما‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والمدارس‭ ‬والمستشفيات،‭ ‬تسقط‭ ‬ورقة‭ ‬التوت‭ ‬وتنكشف‭ ‬عورة‭ ‬النظام‭ ‬تماما،‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬فإن‭ ‬نظاما‭ ‬بهكذا‭ ‬بنيان‭ ‬وركائز‭ ‬مهزوزة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتداد‭ ‬به‭ ‬والاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬العصيبة‭ ‬كحدوث‭ ‬الكوارث‭ ‬والحروب‭ ‬والظروف‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬كفرض‭ ‬الحصار‭ ‬أو‭ ‬العقوبات‭ ‬عليه‭ ‬كما‭ ‬يجري‭ ‬حاليا،‭ ‬وتزايد‭ ‬اعترافات‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬بضعفه‭ ‬وعجزه‭ ‬أمام‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬وأمام‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬والدولية‭ ‬المفروضة‭ ‬عليه‭ ‬وعدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الأمور‭ ‬والأوضاع‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬يكشف‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬ويبين‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬نمر‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬أو‭ ‬بالون‭ ‬من‭ ‬كذب،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬قصد‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬تماما‭ ‬بشأن‭ ‬ضعف‭ ‬وعجز‭ ‬النظام‭.‬

وبعدما‭ ‬أكدت‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬ضعف‭ ‬النظام‭ ‬وعجزه‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع،‭ ‬طالبت‭ ‬ودعت‭ ‬بإلحاح‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬سياسة‭ ‬الاسترضاء‭ ‬والمسايرة‭ ‬واتباع‭ ‬سياسة‭ ‬تتسم‭ ‬بالحزم‭ ‬والصرامة‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬فأوضاع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬بعد‭ ‬التغيير‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضده‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية‭ ‬أيضا‭ ‬تجاهه‭ ‬وميلها‭ ‬إلى‭ ‬التشدد،‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬المهاترات‭ ‬والمسرحيات‭ ‬الفارغة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬لاستعراض‭ ‬قوته‭ ‬وعضلاته،‭ ‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬نتائج‭ ‬وتداعايات‭ ‬أخطائه‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬كنار‭ ‬تحرقه‭. ‬“الحوار”‭.‬