زيارة استراتيجية للجمهورية الإيطالية

| مؤنس المردي

تحمل‭ ‬الزيارة‭ ‬الحالية‭ ‬لولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإيطالية،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬المهمة،‭ ‬فهي‭ ‬تعكس‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬لسموه‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬شركاء‭ ‬وحلفاء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الاصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬إيطاليا‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والعالم،‭ ‬وتتميز‭ ‬بإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المُنظّمات‭ ‬العالميّة،‭ ‬وتحتضن‭ ‬عاصمتها‭ ‬روما‭ ‬مقرات‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذيَة‭ ‬العالمي،‭ ‬ومُنظّمة‭ ‬الأغذيَة‭ ‬والزِّراعة،‭ ‬وكليَّة‭ ‬دِفاع‭ ‬النّاتو‭ ‬ومنظمات‭ ‬أخرى،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬ثقلها‭ ‬العالمي‭ ‬واستقرارها‭ ‬الأمني‭ ‬وتقدمها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ودورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الأوروبي‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭.‬

فإيطاليا‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬الدّول‭ ‬الثماني‭ ‬الصناعيّة‭ ‬الكُبری،‭ ‬وبمُنظّمة‭ ‬التّعاون‭ ‬والتّنميَة‭ ‬الاقتصاديّة،‭ ‬والاتّحاد‭ ‬الأوروبّي،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬رابع‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتتميز‭ ‬بحرية‭ ‬الاستثمار‭ ‬والأعمال‭ ‬والتجارة،‭ ‬وتضعها‭ ‬الأرقام‭ ‬والإحصائيات‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثامنة‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الكبرى،‭ ‬والمرتبة‭ ‬18‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدما،‭ ‬وتلعب‭ ‬السياحة‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬السمات‭ ‬والمزايا‭ ‬تبرز‭ ‬الفرص‭ ‬الواعدة‭ ‬والمكاسب‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬وتطوير‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وتوقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬للتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متنوعة‭ ‬لتأطير‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬وفتح‭ ‬الباب‭ ‬وتهيئة‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬لزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والمشروعات‭ ‬المثمرة‭ ‬للجانبين‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬البعد‭ ‬والجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فإن‭ ‬لزيارة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬طابع‭ ‬سياسي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية،‭ ‬حيث‭ ‬سيقوم‭ ‬سموه‭ ‬بافتتاح‭ ‬مبنى‭ ‬سفارة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬جمهورية‭ ‬إيطاليا،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬سياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والعمل‭ ‬البناء‭ ‬لصالح‭ ‬الجميع،‭ ‬كما‭ ‬تبرهن‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬متطور،‭ ‬وستدفع‭ ‬بتلك‭ ‬العلاقات‭ ‬لمستويات‭ ‬أكثر‭ ‬تطورًا‭ ‬وزيادة‭ ‬التنسيق‭ ‬المتبادل‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬البلدين‭ ‬وبما‭ ‬يدعم‭ ‬دورهما‭ ‬ومساعيهما‭ ‬المشتركة‭ ‬والرامية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬كل‭ ‬ذلك؛‭ ‬فإن‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬ستضع‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬جديدة‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وإيطاليا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات،‭ ‬وستمكن‭ ‬من‭ ‬استثمار‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬كافة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬القائمة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بأطر‭ ‬العلاقات‭ ‬والمضي‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع‭.‬