سوالف

اعرف اختصاصك ومسؤولياتك.. البلد يسير على قانون

| أسامة الماجد

أكثر‭ ‬المشكلات‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬مجتمعنا‭ ‬–‭ ‬لو‭ ‬شئنا‭ ‬الدقة‭ -‬،‭ ‬هي‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬مسؤوليات‭ ‬ومهمات‭ ‬الآخرين‭ ‬بمعدلات‭ ‬قياسية،‭ ‬فكل‭ ‬مسؤول‭ ‬وصاحب‭ ‬منصب‭ ‬يدعي‭ ‬العلم‭ ‬و”التكنيك”‭ ‬و”المفهومية”‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬ميدانه،‭ ‬ووفقا‭ ‬لهذه‭ ‬النظرية‭ ‬تبرز‭ ‬المشاكل‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة‭ ‬ويبتعد‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬الخيط‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬صاغته‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأشد‭ ‬شخصيا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬الذي‭ ‬“رفض‭ ‬طلب‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬بإدراج‭ ‬عضوية‭ ‬ممثل‭ ‬عن‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬المشتركة‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬والتبغ،‭ ‬وبرر‭ ‬رفضه‭ ‬بداعي‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬حسب‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬ذات‭ ‬اختصاصات‭ ‬تنفيذية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬المناط‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬البلديات”‭.‬

ليس‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬فحسب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬مهماته‭ ‬وحدود‭ ‬عمله،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬نواب‭ ‬تستحق‭ ‬حالتهم‭ ‬البحث‭ ‬والدراسة‭ ‬لعدم‭ ‬درايتهم‭ ‬بالأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬وشنهم‭ ‬غارات‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬اتجاهات‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬وقضايا‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬اختصاصهم‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬لا‭ ‬يفرقون‭ ‬بين‭ ‬جهاز‭ ‬الرقابة‭ ‬والتشريع،‭ ‬والجهة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬وكأني‭ ‬بحال‭ ‬بعضهم‭ ‬مازال‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ويفطن‭ ‬لاختصاص‭ ‬المجلس‭ ‬وشخصيته‭ ‬الاعتبارية،‭ ‬ومهماته‭ ‬وتكوينه،‭ ‬يتصور‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬والأرض‭ ‬والبحر‭ ‬ويحرج‭ ‬خصمه،‭ ‬وليته‭ ‬يعرف‭ ‬أنه‭ ‬ينشر‭ ‬أسطوله‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬غير‭ ‬ميدانه،‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬الحرب‭ ‬ويفاقم‭ ‬الصعوبات‭ ‬مع‭ ‬“أنه‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬شغل”‭.‬

القوانين‭ ‬ومعرفة‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والصلاحيات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬حركة‭ ‬النائب‭ ‬أو‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬فالقضية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بقواعد‭ ‬منظمة‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬المجرى‭ ‬الصحيح‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬ذكاء‭ ‬وسعة‭ ‬حيلة‭ ‬وشجاعة،‭ ‬وهي‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬شعارات‭ ‬يتخذها‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬وإثبات‭ ‬مظاهر‭ ‬القوة‭ ‬للفت‭ ‬انتباه‭ ‬الناس،‭ ‬فعند‭ ‬المسح‭ ‬والإحصاء‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬لو‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬عرف‭ ‬اختصاصه‭ ‬وحدود‭ ‬مسؤولياته‭ ‬لتفادينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬