نماء وطن

| د. عبدالله الحواج

كأنه‭ ‬يتقدم‭ ‬الصفوف‭ ‬فيوجهنا‭ ‬بأن‭ ‬النماء‭ ‬المستدام‭ ‬هو‭ ‬حصن‭ ‬الأوطان،‭ ‬هو‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتحدياته،‭ ‬وصناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬ومفرداته،‭ ‬كأن‭ ‬سموه‭ ‬يحاكي‭ ‬خبراء‭ ‬العالم‭ ‬فيحصل‭ ‬على‭ ‬التأييدات‭ ‬وأرقى‭ ‬التزكيات‭ ‬ويأتي‭ ‬لبلاده‭ ‬بالشهادات‭ ‬والأوسمة‭ ‬العالمية‭ ‬وأدق‭ ‬وأعلى‭ ‬التقديرات‭.‬

بالأمس‭ ‬فقط‭ ‬ولحسن‭ ‬الطالع‭ ‬حالفني‭ ‬التوفيق‭ ‬بحضور‭ ‬محاضرة‭ ‬لبروفيسور‭ ‬عالمي‭ ‬هو‭ ‬الدكتور‭ ‬جيفيري‭ ‬ساكس‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬الدعوة‭ ‬الكريمة‭ ‬تلقيتها،‭ ‬والندوة‭ ‬كانت‭ ‬بعنوان‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭: ‬التحديات‭ ‬والفرص‭.‬

ما‭ ‬أشبه‭ ‬الليلة‭ ‬بالبارحة،‭ ‬بالأمس‭ ‬كان‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬واليوم‭ ‬جاء‭ ‬خبيراً‭ ‬عالمياً‭ ‬يحكي‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الملحمة،‭ ‬عن‭ ‬ذات‭ ‬الطقس‭ ‬المهيمن‭ ‬على‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الأمم‭ ‬ومعاول‭ ‬التنمية‭ ‬فيها،‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬حجر‭ ‬زاوية‭ ‬والنماء‭ ‬المتصل‭ ‬ركنا‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الود‭ ‬الرقمي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الفائقة،‭ ‬هو‭ ‬استشعار‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬يمدنا‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وأعاده‭ ‬إلى‭ ‬شعبه‭ ‬وبلاده‭ ‬سالماً‭ ‬غانماً،‭ ‬سليماً‭ ‬معافى،‭ ‬هو‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ذلك‭ ‬الاتصال‭ ‬الاستباقي‭ ‬الذي‭ ‬نقرأه‭ ‬في‭ ‬مطارحات‭ ‬سادت‭ ‬بالأمس‭ ‬وفي‭ ‬محاضرة‭ ‬آن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تتجلى‭ ‬وتتحلى‭ ‬بالفكر‭ ‬المعصرن‭ ‬من‭ ‬بروفيسور‭ ‬بحجم‭ ‬جيفيرى‭ ‬ساكس‭.‬

المحاضرة‭ ‬كانت‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الفرص‭ ‬المحيطة،‭ ‬وتفسير‭ ‬للتحديات‭ ‬المسيطرة‭ ‬على‭ ‬مشهد‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عموماً،‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭.‬

نحن‭ ‬نمتلك‭ ‬الموارد،‭ ‬ونحتفي‭ ‬بالإمكانات،‭ ‬نستحوذ‭ ‬على‭ ‬الفرص،‭ ‬ولا‭ ‬نبالي‭ ‬بالصعوبات،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬التوجيه‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭: ‬كونوا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التحدي،‭ ‬ابنوا‭ ‬بلادكم‭ ‬بإرادة‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬تمسكوا‭ ‬بوحدتكم،‭ ‬أقيموا‭ ‬الوشائج‭ ‬وحافظوا‭ ‬عليها،‭ ‬آمنوا‭ ‬بوطنكم‭ ‬وقادتكم‭ ‬وكونوا‭ ‬لأنفسكم‭ ‬أوفياء،‭ ‬هكذا‭ ‬تبلغ‭ ‬المطارحات‭ ‬ذروتها‭ ‬عندما‭ ‬يتحدث‭ ‬أستاذ‭ ‬جامعي‭ ‬دولي‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬ذاته،‭ ‬بالرؤية‭ ‬ذاتها،‭ ‬عن‭ ‬التحدي‭ ‬الهائل‭ ‬أمامنا،‭ ‬وعن‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬يُجير‭ ‬مصائرنا‭ ‬ويُجلي‭ ‬بصائرنا‭ ‬ويجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬المجهول‭.‬

محاضرة‭ ‬الأمس‭ ‬تتشابه‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬وتتفق‭ ‬ورؤية‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬عن‭ ‬النماء‭ ‬المستدام‭ ‬المرتبط‭ ‬بتنويع‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬سياسة‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬بدأها‭ ‬عند‭ ‬منتصف‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ورؤية‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬تجلت‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يبدأ‭ ‬التنويع‭ ‬بالاستغناء‭ ‬التدرجي‭ ‬عن‭ ‬موارد‭ ‬ناضبة،‭ ‬والعالم‭ ‬بأسرة‭ ‬يبدأه‭ ‬بالديمومة‭ ‬في‭ ‬النماء،‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬يشق‭ ‬مجرىً‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬وينبري‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬أكبر‭ ‬مركز‭ ‬مصرفي‭ ‬ومالي‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬اقتصاد‭ ‬الخدمات‭ ‬الداعم‭ ‬لنماء‭ ‬لا‭ ‬يلوث‭ ‬البيئة‭ ‬ويحافظ‭ ‬عليها‭.‬

سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يقدم‭ ‬للعالم‭ ‬أنموذجاً‭ ‬للاستبدال‭ ‬المعرفي،‭ ‬والتواصل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬والعلمي،‭ ‬والعالم‭ ‬يلتقط‭ ‬طرف‭ ‬الخيط‭ ‬ماداً‭ ‬يده‭ ‬إليه‭ ‬ليصنع‭ ‬رؤية‭ ‬مفادها‭ ‬النماء‭ ‬المستدام‭ ‬باستخدام‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬الحيوية،‭ ‬والتشبث‭ ‬بالخدمات‭ ‬كحجر‭ ‬زاوية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منحى‭ ‬وكل‭ ‬مجال‭.‬

التقاء‭ ‬الرؤى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬شديد‭ ‬التلاحم‭ ‬والاتساق‭ ‬مع‭ ‬كون‭ ‬غامض‭ ‬بجميع‭ ‬المقاييس،‭ ‬يجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬للفكر‭ ‬المتجدد،‭ ‬وأكثر‭ ‬براعة‭ ‬في‭ ‬التأليف‭ ‬والمحاكاة‭ ‬مع‭ ‬علوم‭ ‬تقدمت‭ ‬وأبحاث‭ ‬علمية‭ ‬تفاعلت،‭ ‬وقدرات‭ ‬عالمية‭ ‬جاءت‭ ‬إلينا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬لها‭ ‬عابرين‭ ‬معها‭ ‬نهر‭ ‬المعرفة‭ ‬وفي‭ ‬أحد‭ ‬أيادينا‭ ‬علوم‭ ‬مستحدثة‭ ‬واستعانة‭ ‬بنماء،‭ ‬واستفادة‭ ‬من‭ ‬إنسان،‭ ‬وفي‭ ‬اليد‭ ‬الأخرى‭ ‬بصيرة‭ ‬قائد‭ ‬ورؤية‭ ‬حكيم‭ ‬اسمه‭: ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬