من جديد

كورونا إلى أين؟

| د. سمر الأبيوكي

لا‭ ‬أعلم‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬تسير‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬احتياطات‭ ‬وإجراءات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬بخصوص‭ ‬منع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬الانتشار،‭ ‬ويبدو‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬فيروسا‭ ‬ينتشر‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬صحت‭ ‬الروايات‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬الفيروس‭ ‬هو‭ ‬سوق‭ ‬الأسماك‭ ‬الكبير‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬ووهان‭ ‬بالصين‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬الكثير،‭ ‬فالحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الالتقاء‭ ‬بأشخاص‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬المرض،‭ ‬إنما‭ ‬يجب‭ ‬مراجعة‭ ‬جميع‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬والصحية‭ ‬وجميع‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬استيراده‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬مأكولاتنا‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬الحيواني‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مزارعنا‭ ‬الخاصة،‭ ‬فمجرد‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬نشأ‭ ‬بين‭ ‬الحيوانات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تطور‭ ‬وأصاب‭ ‬البشر‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتكهنات،‭ ‬وأنا‭ ‬أخالف‭ ‬فكرة‭ ‬حصر‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬في‭ ‬المطارات‭ ‬وعلى‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬فالفيروس‭ ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬الاهتمام‭ ‬أكثر‭ ‬بنشر‭ ‬التوعية‭ ‬والمعلومات‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬التحصين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللئيم‭.‬

لا‭ ‬أحاول‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أنشر‭ ‬القلق‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬أساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الأفكار‭ ‬السلبية‭ ‬لكن‭ ‬الحذر‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الواجبة‭ ‬والضرورية‭ ‬همي‭ ‬الأكبر‭ ‬والثقافة‭ ‬الصحية‭ ‬ضرورية‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الكوكب‭ ‬بجميع‭ ‬سكانه،‭ ‬ولا‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بشرا‭ ‬يقضون‭ ‬نحبهم‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة،‭ ‬أسأل‭ ‬الله‭ ‬لي‭ ‬ولكم‭ ‬ولبلادنا‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭.‬

ومضة‭: ‬نحتاج‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬مدارسنا‭ ‬وخصوصا‭ ‬بين‭ ‬أطفالنا‭ ‬بضرورة‭ ‬غسل‭ ‬الأيدي‭ ‬بانتظام‭ ‬واستخدام‭ ‬المطهرات‭ ‬وتجنب‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬الحيوانات‭ ‬البرية،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬المرض‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬بعيدا‭ ‬عنا‭ ‬فإن‭ ‬الثقافة‭ ‬الاحترازية‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬بسببه‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬ولأن‭ ‬الكبير‭ ‬يعي‭ ‬الكثير‭ ‬فهدفنا‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬توعية‭ ‬أطفالنا‭ ‬والاهتمام‭ ‬برياض‭ ‬الأطفال‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬المدارس‭ ‬والروضات‭ ‬تلتقي‭ ‬بها‭ ‬جموع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬خلفيات‭ ‬وثقافات‭ ‬كثيرة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬والاهتمام‭.‬