غرق طفل في مجمع 228 بالبسيتين

| نجاة المضحكي

أن‭ ‬تصل‭ ‬المرحلة‭ ‬لغرق‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬“بركة”‭ ‬تجمع‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬9‭ ‬حفر‭ ‬كمستنقعات‭ ‬لمياه‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬إسكان‭ ‬البسيتين‭ ‬مجمع‭ ‬228‭ ‬منذ‭ ‬2013،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬مستغربا‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يستوجب‭ ‬المساءلة‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬الميزانيات‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تخصصها‭ ‬الدولة‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لخدمات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بل‭ ‬للطرق،‭ ‬فكلاهما‭ ‬يتبعان‭ ‬وزارة‭ ‬واحدة،‭ ‬وأن‭ ‬تخصص‭ ‬مبالغ‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬لتناكر‭ ‬شفط‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬فهذه‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬نفقات‭ ‬هائلة‭ ‬تحتسب‭ ‬لها‭ ‬ميزانية‭ ‬سنوياً،‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركات،‭ ‬مقابل‭ ‬خدمات‭ ‬سيئة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الأهالي،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬غرق‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬حفرة‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬بيته‭ ‬11‭ ‬مترا،‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬المضاعفات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬عليها‭ ‬حالة‭ ‬الطفل‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬ومن‭ ‬سيتحمل‭ ‬آثارها‭ ‬الحزينة‭ ‬ذوو‭ ‬الطفل‭ ‬والطفل‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الطفل‭ ‬حمل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬فاقد‭ ‬الوعي‭ ‬تماماً‭.‬

وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬تصريح‭ ‬الوزارة‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬2019،‭ ‬والذي‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬نفذت‭ ‬25‭ ‬مشروعاً‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي‭ (‬2015‭ ‬–‭ ‬2018‭) ‬بكلفة‭ ‬بلغت‭ ‬43‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬شملت‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة،‭ ‬فما‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تذكر‭ ‬أسماءها؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬تشمل‭ ‬مجمع‭ ‬228‭ ‬بالبسيتين،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬التصريح‭ ‬خطة‭ ‬الوزارة‭ ‬لمشاريع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بالمملكة‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ (‬2019‭ ‬–‭ ‬2022‭)‬،‭ ‬ولم‭ ‬تذكر‭ ‬الوزارة‭ ‬منطقة‭ ‬البسيتين؟‭ ‬فهل‭ ‬هي‭ ‬ملغية‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الوزارة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬استعاضت‭ ‬عنها‭ ‬بحفر‭ ‬لتجمع‭ ‬الأمطار‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬مرتعا‭ ‬للحشرات‭ ‬والبعوض،‭ ‬واليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬بركا‭ ‬للموت‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال‭.‬

الشيء‭ ‬الغريب‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬كلف‭ ‬نفسه‭ ‬زيارة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صحته،‭ ‬وهذا‭ ‬أبسط‭ ‬واجب،‭ ‬بل‭ ‬اكتفى‭ ‬مسؤول‭ ‬بالاتصال‭ ‬بالعضو‭ ‬البلدي‭ ‬للسؤال‭ ‬عن‭ ‬القضية،‭ ‬ثم‭ ‬أليس‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬والسؤال‭ ‬ومحاسبة‭ ‬الوزارة‭.‬

الدولة‭ ‬لم‭ ‬تقصر‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬الميزانيات‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ولكن‭ ‬التقصير‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬الذين‭ ‬كل‭ ‬همهم‭ ‬لبس‭ ‬“السديري”‭ ‬وأخذ‭ ‬جولة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬عند‭ ‬غرقها‭ ‬بمياه‭ ‬الأمطار‭ ‬أمام‭ ‬عدسات‭ ‬الكاميرات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التصريح‭ ‬بالإنجاز‭ ‬وأنهم‭ ‬خصصوا‭ ‬تناكر‭ ‬لشفط‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ميزانية‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ ‬منها‭ ‬الحالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمواطن‭.‬