قهوة الصباح

الخير قادم

| سيد ضياء الموسوي

رغم‭ ‬وجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وقسوة‭ ‬الضغوط‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تتسلل‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬تنفخ‭ ‬في‭ ‬نار‭ ‬جيوب‭ ‬العالم،‭ ‬ورغم‭ ‬شبح‭ ‬البطالة‭ ‬الذي‭ ‬يطل‭ ‬ككابوس‭ ‬مع‭ ‬عفريت‭ ‬تعريفة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬الذي‭ ‬سبب‭ ‬ذبحة‭ ‬صدرية‭ ‬لمناطق‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مبان‭ ‬الجفير‭ ‬الخاوية‭ ‬وشارع‭ ‬المعارض‭ ‬والسلسلة‭ ‬الممتدة‭ ‬لأغلب‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬التجارية،‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬ثمة‭ ‬بصيص‭ ‬أمل‭ ‬يراهن‭ ‬عليه‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬الوضع،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬فيديوهات‭ ‬المواطنين‭ ‬عبر‭ ‬“السوشل‭ ‬ميديا”‭ ‬يشتكون‭ ‬قسوة‭ ‬الواقع،‭ ‬وليس‭ ‬آخرها‭ ‬فيديو‭ ‬أحد‭ ‬آبائنا‭ ‬الصيادين،‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬عمره‭ ‬للبحر،‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬يبل‭ ‬حواره‭ ‬بدموع‭ ‬الحزن‭ ‬أسى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬واقعه‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬دراما‭ ‬حزينة‭ ‬كسرت‭ ‬قلوب‭ ‬كل‭ ‬البحرينيين‭. ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬اقتصادي‭ ‬بحت،‭ ‬سياسة‭ ‬سد‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬عبر‭ ‬سوط‭ ‬الضرائب،‭ ‬فسياسة‭ ‬ميكنزي‭ ‬أثبتت‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة،‭ ‬وتوحش‭ ‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬شد‭ ‬الحزام‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬قد‭ ‬يجذب‭ ‬مالا‭ ‬للخزانة،‭ ‬لكنه‭ ‬يقود‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعباد‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬حقيقية‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬رأت‭ ‬في‭ ‬روشتة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عقاقير‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬وفرة‭ ‬الخزنة‭ ‬لكنها‭ ‬تتناسى‭ ‬اهم‭ ‬وافر‭ ‬مالي‭ ‬وهو‭ (‬ترشيد‭) ‬الفساد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ووضع‭ ‬حجر‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬بطون‭ ‬الحيتان‭ ‬الذين‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يشذبون‭ (‬شاورمة‭) ‬المناقصات‭ ‬عبر‭ ‬منافع‭ ‬متبادلة‭.‬

رغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأوجاع،‭ ‬يبقى‭ ‬هناك‭ ‬آمال‭ ‬في‭ ‬التغيير،‭ ‬ولو‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬للأفراد‭ ‬المطحونين‭ ‬في‭ (‬مولينكس‭) ‬الاقتصاد‭ ‬وتكدس‭ ‬الفواتير‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬منازلهم‭ ‬أو‭ ‬مرمرتهم‭ ‬من‭ ‬البنوك؛‭ ‬لذا‭ ‬إن‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والذي‭ ‬تشكر‭ ‬عليها‭ ‬الدولة،‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬أوجاع‭ ‬اخرى،‭ ‬وان‭ ‬اخراج‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬انساني‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬موقف‭ ‬لاشك‭ ‬يستحق‭ ‬الثناء‭ ‬والتقدير‭ ‬والتشجيع،‭ ‬وأنه‭ ‬أوجد‭ ‬متنفسا‭ ‬آخر‭ ‬باصطياد‭ ‬أكسجين‭ ‬يؤنسن‭ ‬الواقع‭ ‬البحريني‭ ‬تشكر‭ ‬عليه‭ ‬الدولة،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬نشجع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬إنسانيتها،‭ ‬تنتزع‭ ‬ورقة‭ ‬طالما‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬سياسيا‭ ‬للإثارة،‭ ‬وخلق‭ ‬واقع‭ ‬مؤلم‭ ‬لصورة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نحافظ‭ ‬عليها‭. ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬كلما‭ ‬ابتعد‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬التجاذبات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وكانوا‭ ‬حذرين‭ ‬من‭ ‬الشعارات‭ ‬المسربة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وركزوا‭ ‬على‭ ‬الامن‭ ‬التعليمي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والسياسي،‭ ‬اقتربوا‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة،‭ ‬وكان‭ ‬المستقبل‭ ‬اكثر‭ ‬اشراقا‭.‬‭ ‬

الخير‭ ‬قادم‭ ‬مادامت‭ ‬هناك‭ ‬وسطية‭ ‬ومشاركة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والذي‭ ‬منها‭ ‬البرلمان،‭ ‬ومادام‭ ‬هناك‭ ‬حذر‭ ‬شديد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬نسخ‭ ‬أي‭ ‬شعار‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭ ‬إقليمية‭.‬

اليوم‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الدولة‭ ‬وحقوق‭ ‬المواطن‭ ‬عبر‭ ‬المؤسسات،‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬إصلاح‭ ‬اقتصادي‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬ثقافة‭ ‬الحياة‭.‬

ذكرى‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬دعونا‭ ‬ننتهزها‭ ‬فرصة‭ ‬للتعبير‭ ‬الإيجابي‭ ‬والاحتفال‭ ‬الوطني،‭ ‬لنعزز‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وإغلاق‭ ‬اوجاع‭ ‬الماضي‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭. ‬إننا‭ ‬كلنا‭ ‬للبحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬وإن‭ ‬البحرين‭ ‬أولًا‭ ‬وأخيرًا‭.‬