سوالف

حدود المحلية... أكبر مشكلة يعاني منها الكتاب البحريني

| أسامة الماجد

دائما‭ ‬يحمل‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬سفرة‭ ‬من‭ ‬سفراته،‭ ‬سواء‭ ‬لحضور‭ ‬مهرجان‭ ‬أو‭ ‬مؤتمر‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬فعالية‭ ‬كانت،‭ ‬“كتبه‭ ‬كهدايا‭ ‬شخصية”‭ ‬ليوزعها‭ ‬على‭ ‬الضيوف‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬البضائع‭ ‬المصدرة،‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬حقيبته‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النسخ‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬توزيعها‭ ‬بطابع‭ ‬فريد‭ ‬وشخصي‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مؤلمة‭ ‬تعكس‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬آذان‭ ‬صاغية‭ ‬للأديب‭ ‬والمبدع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مجتمعه‭ ‬وعزوف‭ ‬المتلقي‭ ‬عن‭ ‬قراءة‭ ‬كتبه،‭ ‬وكأن‭ ‬الجسد‭ ‬يفور‭ ‬ويستغرق‭ ‬في‭ ‬النوم‭ ‬حين‭ ‬شراء‭ ‬وقراءة‭ ‬كتاب‭ ‬لأديب‭ ‬بحريني،‭ ‬يفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬وينتظر‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬لتصدير‭ ‬كتابه‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬وقد‭ ‬سمعت‭ ‬من‭ ‬صديق‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬لأدباء‭ ‬بحرينيين‭ ‬تنام‭ ‬في‭ ‬مخازن‭ ‬المكتبات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬طريقة‭ ‬للتصدير‭ ‬والتوزيع،‭ ‬وأغلب‭ ‬المكتبات‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬الدولية‭ ‬“تستحي”‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬كتب‭ ‬الأدباء‭ ‬والمبدعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬حكما‭ ‬مسبقا‭ ‬عليها‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬جمهور‭ ‬وأرضها‭ ‬مزروعة‭ ‬بالألغام‭.‬

أكبر‭ ‬مشكلة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الكتاب‭ ‬البحريني‭ ‬بقاؤه‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬المحلية،‭ ‬وانعدام‭ ‬الربح‭ ‬المادي‭ ‬للمؤلف‭ ‬والموزع،‭ ‬فأبرز‭ ‬كاتب‭ ‬عندنا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يبيع‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬سوى‭ ‬خمس‭ ‬نسخ‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬معرفة‭ ‬أرقام‭ ‬المبيعات‭ ‬الإجمالية‭ ‬للكتاب‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭ ‬المحلية،‭ ‬لمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬حجم‭ ‬المشكلة‭ ‬والاتجاه‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬استفسر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أديب‭ ‬ومبدع‭ ‬بحريني‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬نتاجه‭ ‬الفكري،‭ ‬سواء‭ ‬رواية،‭ ‬ديوان‭ ‬شعر،‭ ‬قصة،‭ ‬نقدا،‭ ‬ترجمة،‭ ‬ستسمع‭ ‬خلاصات‭ ‬موجزة‭ ‬يقولها‭ ‬في‭ ‬تردد‭ ‬وفتور‭ ‬“نركض‭ ‬على‭ ‬حصى‭ ‬دون‭ ‬فائدة”،‭ ‬“النمل‭ ‬يعيش،‭ ‬والسمك‭ ‬يعيش،‭ ‬والطير‭ ‬يعيش،‭ ‬والأديب‭ ‬البحريني‭ ‬يموت‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬زمان‭ ‬يعيش”‭.‬

إذا‭ ‬مشكلتنا‭ ‬هي‭ ‬كيف‭ ‬نخلق‭ ‬جمهورا‭ ‬للكتاب‭ ‬البحريني،‭ ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬كله‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة،‭ ‬فبيدها‭ ‬وحدها‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة،‭ ‬وتستطيع‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬أن‭ ‬تختصر‭ ‬الطريق‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصدير‭ ‬الكتاب‭ ‬البحريني‭ ‬وتقديمه‭ ‬للعالم‭.‬