سوالف

مسرح أوال... يمتد في أعماق الزمن ويحتل الصدارة

| أسامة الماجد

استطاع‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬العريق‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬دوره‭ ‬تثقيفا‭ ‬وتوعية‭ ‬ومعالجة‭ ‬لقضاينا‭ ‬المجتمعية‭ ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬وبمقدار‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬الجمهور‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬خاصا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات،‭ ‬ولمسرح‭ ‬أوال‭ ‬الذي‭ ‬يحتفل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬هوية‭ ‬خاصة،‭ ‬ففي‭ ‬رأيي‭ ‬إنه‭ ‬يمثل‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬الوطن‭ ‬ويصور‭ ‬الأحاسيس‭ ‬والمشاعر،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬أداة‭ ‬نقل،‭ ‬وسار‭ ‬المؤسسون‭ ‬ومن‭ ‬جاء‭ ‬بعدهم‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي‭ ‬للمسرح‭ ‬كبير‭ ‬جدا،‭ ‬لأنه‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وسيلة‭ ‬للتربية‭ ‬ويرتكز‭ ‬الدور‭ ‬الصادق‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬المشاكل‭ ‬الحقيقية‭ ‬للوطن،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المصاعب‭ ‬والعراقيل‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬انطلاقة‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬استمر‭ ‬وتطور‭ ‬وعمل‭ ‬بجدية‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬وبرز‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأشكال‭ ‬المسرحية‭ ‬الشعبية‭ ‬المبسطة،‭ ‬كالمسرحيات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يكتبها‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬عواد‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الرواد‭ ‬والعمالقة‭.‬

المبدع‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬الجماهير،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يخاطبهم‭ ‬ويوضح‭ ‬لهم‭ ‬الحقائق‭ ‬وأنه‭ ‬يسير‭ ‬بهم‭ ‬قدما‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬تلك‭ ‬كانت‭ ‬“ثيمة”‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كالمسارح‭ ‬التقليدية،‭ ‬لكنه‭ ‬تميز‭ ‬بخصائص‭ ‬معينة‭ ‬تبدو‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الاسم،‭ ‬فالمسرح‭ ‬عندهم‭ ‬كعمل‭ ‬دائب‭ ‬ومتواصل،‭ ‬وبالعمل‭ ‬الجاد‭ ‬والتنظيم‭ ‬استطاع‭ ‬هذا‭ ‬المسرح‭ ‬أن‭ ‬يلمس‭ ‬وجدان‭ ‬الجمهور‭ ‬العريض‭ ‬ويثير‭ ‬أفكاره،‭ ‬وأن‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬وأساسيا‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور،‭ ‬حتى‭ ‬المسرحيات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬عرضها‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬مازالت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تحظى‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬اهتمامات‭ ‬الناقد‭ ‬والمتفرج‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬وأيضا‭ ‬لتلك‭ ‬الأبعاد‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تغوصها‭ ‬مسرحيات‭ ‬أوال‭ ‬داخل‭ ‬سراديب‭ ‬النفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأسلوب‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬البساطة‭ ‬والروعة‭ ‬في‭ ‬آن‭. ‬

مسرح‭ ‬أوال‭ ‬البحريني‭ ‬يمتد‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الزمن‭ ‬واحتل‭ ‬مكانا‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وأهل‭ ‬الخليج‭ ‬بفضل‭ ‬أعمال‭ ‬رواده‭ ‬والجيل‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بعدهم‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لذكر‭ ‬الأسماء،‭ ‬مسرح‭ ‬احتل‭ ‬مكان‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭.‬