هبة الفارس

| د. عبدالله الحواج

في‭ ‬كل‭ ‬طلة،‭ ‬وكل‭ ‬مشهد،‭ ‬يلقي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬نظرة‭ ‬حانية‭ ‬على‭ ‬شعبه،‭ ‬تشعر‭ ‬بأن‭ ‬الدعاء‭ ‬قد‭ ‬استجاب،‭ ‬والأمل‭ ‬قد‭ ‬تحقق،‭ ‬والبعيد‭ ‬أصبح‭ ‬قريبًا‭.‬

في‭ ‬كلمتي‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الجمل‭ ‬المفيدة‭ ‬كريمة‭ ‬للحد‭ ‬الذي‭ ‬يُشعرني‭ ‬بالاكتفاء،‭ ‬غيض‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬والكثير‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬القليل‭.‬

الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬عندما‭ ‬يطل‭ ‬على‭ ‬شعبه،‭ ‬فإن‭ ‬سموه‭ ‬يكون‭ ‬حاملًا‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬الأماني،‭ ‬وكل‭ ‬المعاني‭ ‬وكل‭ ‬الآمال،‭ ‬كل‭ ‬المحبة،‭ ‬وكل‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال،‭ ‬المرئي‭ ‬والمسموع،‭ ‬المفهوم‭ ‬والمعلوم،‭ ‬الإحساس‭ ‬بالآخر،‭ ‬والضلوع‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحه،‭ ‬التماهي‭ ‬مع‭ ‬رغباته،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهم‭ ‬طموحاته‭.‬

هكذا‭ ‬نفهم‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬الرئيس‭ ‬عندما‭ ‬يلقي‭ ‬بتحيته‭ ‬على‭ ‬الجموع،‭ ‬وحين‭ ‬يلتقي‭ ‬بالنخب‭ ‬المؤثرة‭ ‬فيهم،‭ ‬وهكذا‭ ‬نتواصل‭ ‬جميعًا‭ ‬مع‭ ‬إشاراته‭ ‬الكريمة،‭ ‬مع‭ ‬توجيهاته‭ ‬السديدة،‭ ‬فالفارس‭ ‬مازال‭ ‬ممتطيًا‭ ‬جواده‭ ‬يحارب‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬فوقه‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬أمته،‭ ‬ويكابد‭ ‬الأمرّين‭ ‬في‭ ‬نزالاته‭ ‬المتواصلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لبلاده‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬محافل‭ ‬الحضارة‭ ‬والتقدم‭ ‬والرقي‭.‬

أتذكر‭ ‬دائمًا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬مهيب‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬الالتفاف،‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف،‭ ‬إلى‭ ‬التعاضد،‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬الشمل،‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والانقسام‭ ‬والانكسار،‭ ‬ودائمًا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أسأل‭ ‬نفسي‭ ‬لماذا‭ ‬يحرص‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬أمته؟‭ ‬لماذا‭ ‬يشدد‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬يدًا‭ ‬بيد‭ ‬وكتفًا‭ ‬بكتف‭ ‬مع‭ ‬قادتنا‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورنا؟‭ ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التجلي‭ ‬والتصافح‭ ‬والتصالح‭ ‬مع‭ ‬الجوار‭ ‬البعيد؟

إنها‭ ‬بصيرة‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬أسنة‭ ‬المدى،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬مشفوعة‭ ‬ببصيرة‭ ‬مدججة‭ ‬بالإرادة‭ ‬والتمسك‭ ‬بالموروث‭ ‬العربي‭ ‬القويم،‭ ‬تمامًا‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬المواقف‭ ‬غير‭ ‬المستغربة‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬وهو‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬ننأى‭ ‬ببلادنا‭ ‬عن‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬شئوننا‭ ‬الوطنية،‭ ‬داعيًا‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الشعبية‭ ‬بأن‭ ‬تحترز‭ ‬من‭ ‬القادم‭ ‬والدخيل،‭ ‬وأن‭ ‬تحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬التعبير،‭ ‬وليست‭ ‬حقوقه‭ ‬في‭ ‬التبجيل‭ ‬والتهليل،‭ ‬الرئيس‭ ‬يحترم‭ ‬أمته‭ ‬في‭ ‬صمت،‭ ‬ويتحرك‭ ‬نحو‭ ‬شعبه‭ ‬ببسالة‭ ‬واستبسال،‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬مقدراته‭ ‬بالحكمة،‭ ‬والكلمة‭ ‬الطيبة،‭ ‬والموعظة‭ ‬الحسنة،‭ ‬بالموقف‭ ‬الصلب،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭ ‬وتحريك‭ ‬مكنونات‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭.‬

هي‭ ‬نخوة‭ ‬رئيس،‭ ‬ويقظة‭ ‬قائد،‭ ‬وسماحة‭ ‬رائد‭ ‬نهضة‭ ‬وباني‭ ‬وطن،‭ ‬لا‭ ‬تخونني‭ ‬الذاكرة‭ ‬لو‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬مجالسه‭ ‬العتيدة‭ ‬المتعددة‭ ‬كان‭ ‬دائم‭ ‬الشرح‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬أمم‭ ‬تعالت‭ ‬ثم‭ ‬اندثرت،‭ ‬تعملقت‭ ‬ثم‭ ‬تراجعت،‭ ‬كبرت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حق،‭ ‬فضاع‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬الحق‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬تعرفنا‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مدلوله‭ ‬البعيد،‭ ‬وعلى‭ ‬فلسفة‭ ‬القيادة‭ ‬بمفهومها‭ ‬السياسي‭ ‬البسيط،‭ ‬وقدرتها‭ ‬الإدارية‭ ‬الصارمة‭.‬

نحن‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬الميمونة‭ ‬لفارسنا‭ ‬المغوار‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬هكذا‭ ‬يحدثني‭ ‬قلبي،‭ ‬ولا‭ ‬تأتي‭ ‬لي‭ ‬المصادر‭ ‬بالأخبار،‭ ‬نعم‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬استجابة‭ ‬الدعاء‭ ‬بالشفاء‭ ‬والصحة‭ ‬والعافية‭ ‬لطويل‭ ‬العمر،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬رجل‭ ‬المراحل‭ ‬الصعبة‭ ‬إلى‭ ‬أهله‭ ‬وعشيرته،‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬وقبيلته،‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬ووديانه‭ ‬وفرجانه‭ ‬وسريرته‭.‬

قائد‭ ‬يفي‭ ‬وشعب‭ ‬يحب،‭ ‬وطن‭ ‬يحتضن،‭ ‬وأمل‭ ‬يتحقق،‭ ‬كلنا‭ ‬ننتظر‭ ‬اليوم‭ ‬القريب‭ ‬الذي‭ ‬نقول‭ ‬فيه‭ ‬لسموكم،‭ ‬حمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬سلامتكم،‭ ‬حمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬سلامتكم‭.‬