ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة تدمير سوريا (2)

| د. طارق آل شيخان الشمري

لطالما‭ ‬شكلت‭ ‬سوريا‭ ‬العروبة‭ ‬حلما‭ ‬راود‭ ‬الشعوبيين،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أخطأ‭ ‬البعض‭ ‬ووثق‭ ‬بهم‭ ‬واستخدمهم‭ ‬مرتزقة‭ ‬لدى‭ ‬الجيوش‭ ‬الأموية‭ ‬والعباسية،‭ ‬فقد‭ ‬انقلب‭ ‬الكسرويون‭ ‬علينا‭ ‬وساهموا‭ ‬بإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬أبناء‭ ‬عمومتهم‭ - ‬الطغرليون‭ ‬العثمانيون‭ ‬أحفاد‭ ‬القوقازيين‭ ‬الوثنيين‭ - ‬وأسقطوا‭ ‬الدولة‭ ‬العباسية‭ ‬واحتلوا‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وهاهم‭ ‬يعيدون‭ ‬الكرة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بمحاولة‭ ‬احتلال‭ ‬سوريا‭ ‬واستعباد‭ ‬أهلها‭ ‬ونهب‭ ‬خيراتها‭.‬

وقد‭ ‬استغل‭ ‬الكسرويون‭ ‬الصفويون‭ ‬ضعف‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬حافظ‭ ‬الأسد،‭ ‬وتغلغلوا‭ ‬هناك،‭ ‬وجاهدوا‭ ‬لبث‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬سوريا‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ونجحوا‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أدار‭ ‬ودعم‭ ‬ونفذ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصفويون‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬عمومتهم‭ ‬الطغرليين‭ ‬وسياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬بالبلاد‭ ‬العربية،‭ ‬تظاهر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكسرويون‭ ‬الصفويون‭ ‬الشعوبيون‭ ‬بالتصدي‭ ‬لمؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬بسوريا،‭ ‬وأوهموا‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬شأن‭ ‬لهم‭ ‬بهذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬وبأنهم‭ ‬سيكونون‭ ‬عونا‭ ‬وسندا‭ ‬بالتصدي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬سيشارك‭ ‬بهذه‭ ‬المؤامرة،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانوا‭ ‬يدعمون‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬بليبيا‭ ‬وتونس‭ ‬والبحرين‭ ‬والمغرب‭ ‬واليمن‭ ‬وبعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭. ‬وفي‭ ‬الحالتين،‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬بالبلدان‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬بسوريا،‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬تمكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصفويين‭ ‬من‭ ‬مبتغاهم‭ ‬بالتغلغل‭ ‬بهذه‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬وعليه،‭ ‬كانت‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬للكسرويين‭ ‬لتثبيت‭ ‬أوتاد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الكسروي‭ ‬الصفوي‭ ‬الشعوبي‭.‬

وخلال‭ ‬فترات‭ ‬ضرب‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬سوريا،‭ ‬كنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬بين‭ ‬نارين،‭ ‬نار‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬التي‭ ‬أدارها‭ ‬الشعوبيون‭ ‬الكسرويون‭ ‬والطغرليون‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية،‭ ‬والتي‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬إخمادها‭ ‬والتصدي‭ ‬لجبهة‭ ‬النصرة‭ ‬والدواعش‭ ‬والجيش‭ ‬الحر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الميليشيات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬فإن‭ ‬المنتصر‭ ‬إيران،‭ ‬التي‭ ‬تغلغلت‭ ‬بسوريا‭ ‬وبمفاصل‭ ‬الدولة،‭ ‬ونقلت‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬الموالين‭ ‬للفكر‭ ‬الخميني‭ ‬الشاذ،‭ ‬وبين‭ ‬نار‭ ‬السماح‭ ‬لهذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطغرليين‭ ‬وسياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية،‭ ‬وتحت‭ ‬حجة‭ ‬ثورة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬وأفغنتها‭ ‬لتكون‭ ‬أفغانستان‭ ‬الجديدة‭. ‬وللقصة‭ ‬بقية‭.‬