أنسنة

إلى الشوري آل رحمة.. مع التحية

| رجاء مرهون

في‭ ‬موقف‭ ‬يعكس‭ ‬توجها‭ ‬بات‭ ‬مألوفا،‭ ‬انبرى‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬صادق‭ ‬آل‭ ‬رحمة‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬وإداراتها‭ ‬وقراراتها‭ ‬بزيادة‭ ‬الرسوم‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وقتما‭ ‬رغبت،‭ ‬رافضا‭ ‬مشروعا‭ ‬بقانون‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‭ ‬3‭ % ‬كل‭ ‬3‭ ‬سنوات‭. ‬

يقول‭ ‬الشوري‭ ‬آل‭ ‬رحمة‭: ‬“إن‭ ‬كل‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يريدون‭ ‬أفضل‭ ‬تعليم‭ ‬لأبنائهم،‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بمستوى‭ ‬رسوم‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬وعلى‭ ‬علم‭ ‬بمستوى‭ ‬الزيادات،‭ ‬هناك‭ ‬طلبات‭ ‬قبول‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار‭!‬”‭. ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬منطق‭ ‬السيد‭ ‬آل‭ ‬رحمة‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬عند‭ ‬تشريع‭ ‬القوانين،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينصه‭ ‬قانون‭ ‬إيجار‭ ‬الأملاك‭ ‬العقارية‭ ‬النافذ‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬يتضمن‭ ‬خطأ‭ ‬جوهريا‭! ‬فهذا‭ ‬القانون‭ ‬ينص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬قيمة‭ ‬الإيجار‭ ‬إلا‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭ % ‬كحد‭ ‬أقصى‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عامين‭ ‬أيضا‭. ‬

هل‭ ‬المستأجر‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬مستوى‭ ‬الإيجارات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يود‭ ‬الاستئجار‭ ‬فيها؟‭ ‬ألا‭ ‬يعلم‭ ‬أيضا‭ ‬مستوى‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الإيجارات‭ ‬بهذه‭ ‬المنطقة؟‭ ‬طبعا‭ ‬يعلم‭. ‬إذا،‭ ‬لماذا‭ ‬وضع‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بينما‭ ‬يرفض‭ ‬اليوم‭ ‬وضع‭ ‬أي‭ ‬سقف‭ ‬قانوني‭ ‬لزيادة‭ ‬رسوم‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة؟‭ ‬لقد‭ ‬حدد‭ ‬القانون‭ ‬سقف‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الإيجار‭ ‬حماية‭ ‬للطرف‭ ‬الأضعف‭ (‬المستأجر‭) ‬من‭ ‬طمع‭ ‬محتمل‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬الأملاك‭. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬للإقامة‭ ‬في‭ ‬العين‭ ‬المؤجرة‭ ‬تصبح‭ ‬الأخيرة‭ ‬سكنا‭ ‬له‭ ‬ولعائلته،‭ ‬بها‭ ‬حياته‭ ‬وذكرياته‭ ‬وأثاثه‭ ‬وممتلكاته‭ ‬التي‭ ‬يتطلب‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬محل‭ ‬آخر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬والمال،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تركت‭ ‬الإيجارات‭ ‬لزيادة‭ ‬مفتوحة‭ ‬وغير‭ ‬مقننة،‭ ‬قد‭ ‬يستغل‭ ‬المالك‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬هذه‭ ‬ليقفز‭ ‬بقيمة‭ ‬الإيجار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬يشاء‭.‬

الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬اليوم‭ ‬ليست‭ ‬قيمة‭ ‬الرسوم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬تترك‭ ‬لهم‭ ‬حرية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تحديدها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يثبته‭ ‬التفاوت‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬حجمها‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬لأخرى،‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬مرتفع‭ ‬جدا‭. ‬المشكلة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬احتمالية‭ ‬استغلال‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬الوضع‭ ‬القائم،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬انتظم‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬وكونوا‭ ‬صداقاتهم‭ ‬واعتادوا‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬الدراسة‭ ‬وأسلوب‭ ‬التعلم‭ ‬والكتب،‭ ‬يصعب‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬أخرى،‭ ‬وقد‭ ‬يرضخ‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لزيادات‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭.‬

ختاما‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تناولت‭ ‬موضوع‭ ‬الرسوم‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬جديدة،‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬مناقشة‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬يعرض‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬زوايا‭ ‬ومنطلقات‭.‬