ريشة في الهواء

خليفة بن سلمان الحب الأثير

| أحمد جمعة

يقول‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي‭ ‬“الحب‭ ‬لا‭ ‬يكتب‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬لأن‭ ‬الورق‭ ‬قد‭ ‬يمحوه‭ ‬الزمان،‭ ‬ولا‭ ‬يُحفر‭ ‬على‭ ‬الحجر‭ ‬لأن‭ ‬الحجر‭ ‬قد‭ ‬ينكسر،‭ ‬الحب‭ ‬يوصم‭ ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬وهكذا‭ ‬يبقى‭ ‬إلى‭ ‬الأبد”،‭ ‬ويقول‭ ‬أيضاً‭ ‬“مرض‭ ‬الحبيب‭ ‬فزرتهُ‭ ‬فمرضت‭ ‬من‭ ‬أسفي‭ ‬عليه،‭ ‬شفي‭ ‬الحبيب‭ ‬فزارني‭ ‬فشفيت‭ ‬من‭ ‬نظري‭ ‬إليه”،‭ ‬نعم‭ ‬زارني‭ ‬صوت‭ ‬الحبيب‭ ‬فشفيتُ‭ ‬من‭ ‬سمعي‭ ‬إليه،‭ ‬هكذا‭ ‬الحب‭ ‬السرمدي‭ ‬مع‭ ‬الحبيب‭ ‬الجليل،‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭ ‬العظيم،‭ ‬مع‭ ‬القائد‭ ‬الرمز‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الذي‭ ‬أشرقت‭ ‬مع‭ ‬صوته‭ ‬عبر‭ ‬الأثير‭ ‬شمس‭ ‬معجزة‭ ‬إنسانية‭ ‬تملأ‭ ‬ذرات‭ ‬الكون‭ ‬بنور‭ ‬اليقين،‭ ‬والذي‭ ‬يملأ‭ ‬قلب‭ ‬الحياة‭ ‬بنبض‭ ‬الأمل‭ ‬وإشراقة‭ ‬فجر‭ ‬مفعم‭ ‬بالجلال،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬القائد‭ ‬الإنسان،‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬بأمنٍ‭ ‬وسلام‭... ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لكَ‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬العز،‭ ‬لا‭ ‬نظير‭ ‬لك‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أحدا‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬بالوطن‭ ‬أو‭ ‬خارجه،‭ ‬لا‭ ‬شبيه‭ ‬لكَ،‭ ‬حين‭ ‬يأتي‭ ‬صوتك‭ ‬الجليل‭ ‬عبر‭ ‬الأثير‭ ‬يعانق‭ ‬روحي،‭ ‬فأحتضن‭ ‬الصوت‭ ‬من‭ ‬شدّة‭ ‬اللهفة‭ ‬وكأني‭ ‬أعانق‭ ‬الجسد،‭ ‬كم‭ ‬كنت‭ ‬عظيمًا‭ ‬في‭ ‬حبك‭ ‬لأبنائك،‭ ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالاتصال‭ ‬بهم‭ ‬والسؤال‭ ‬عنهم‭ ‬والاطمئنان‭ ‬عليهم‭ ‬وأنت‭ ‬بالوطن،‭ ‬فتتفوق‭ ‬على‭ ‬الحب‭ ‬بحبٍ‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له،‭ ‬وأنت‭ ‬تتصل‭ ‬بهم‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭ ‬وعلى‭ ‬مسافات‭ ‬بعيدة‭ ‬وفي‭ ‬ظروف‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬السؤال‭ ‬والاطمئنان‭ ‬عليك،‭ ‬فتبادر‭ ‬أنت‭ ‬بالاتصال‭ ‬والسؤال‭ ‬والاهتمام‭ ‬والرعاية‭.‬

كما‭ ‬عهدتك‭ ‬وأنت‭ ‬تسأل‭ ‬ولا‭ ‬تكتفي‭ ‬بالسؤال‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬أسرته‭ ‬وعن‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬وعن‭ ‬همك‭ ‬عليهم،‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬يهمنا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬عنك‭ ‬وعن‭ ‬صحتك،‭ ‬لكنك‭ ‬تبادر‭ ‬بقلبٍ‭ ‬كبير‭ ‬يتسع‭ ‬للشعب‭ ‬كله‭ ‬ولتراب‭ ‬الوطن‭ ‬كله‭ ‬وهموم‭ ‬البلد‭ ‬كلها‭ ‬وكأنك‭ ‬سافرت‭ ‬وحملت‭ ‬معك‭ ‬الناس‭ ‬والوطن‭.‬

أنت‭ ‬الوفاء‭ ‬الدائم‭ ‬والولاء‭ ‬للشعب‭ ‬والوطن،‭ ‬فتستحق‭ ‬الوفاء‭ ‬والولاء‭ ‬بالمثل،‭ ‬لقد‭ ‬عهدتك‭ ‬يا‭ ‬حبيب‭ ‬القلب‭ ‬تسألني‭ ‬باستمرار‭ ‬بصوتك‭ ‬عبر‭ ‬الأثير‭ ‬وأنت‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬فأنشر‭ ‬الخبر‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬عن‭ ‬جلال‭ ‬حبك‭ ‬ورعايتك،‭ ‬لكنني‭ ‬حلقت‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬مع‭ ‬صوتك‭ ‬المفعم‭ ‬بالجلال‭ ‬والقوة‭ ‬والعزيمة‭ ‬حين‭ ‬فاجأني‭ ‬بنبرتهِ‭ ‬المعهودة،‭ ‬جعله‭ ‬الله‭ ‬دوما‭ ‬متألقا،‭ ‬عندما‭ ‬جاءني‭ ‬بيومٍ‭ ‬مشرق‭ ‬من‭ ‬بدايته‭ ‬حتى‭ ‬نهايته‭ ‬وقد‭ ‬حفظ‭ ‬القلب‭ ‬كلّ‭ ‬حرفٍ‭ ‬نطقتَ‭ ‬به‭ ‬وكلّ‭ ‬عبارة‭ ‬حملها‭ ‬الأثير،‭ ‬لقد‭ ‬حفر‭ ‬صوتك‭ ‬في‭ ‬روحي‭ ‬الأمل‭ ‬بهذه‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬عظيمة،‭ ‬وعانق‭ ‬صوتك‭ ‬عبر‭ ‬الأثير‭ ‬ذاتي‭ ‬بشغفٍ‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له،‭ ‬فعانقت‭ ‬الريح‭ ‬ذبذبات‭ ‬الأثير‭ ‬وظل‭ ‬الصوت‭ ‬معانقاً‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بانتظار‭ ‬لقائك‭ ‬أيها‭ ‬الحبيب‭.‬

أذكر‭ ‬كلماتك‭ ‬لي‭ ‬بأنك‭ ‬بخير‭ ‬وأنك‭ ‬على‭ ‬العهد‭ ‬قريباً‭ ‬باللقاء،‭ ‬فكانت‭ ‬تلك‭ ‬ولادة‭ ‬جديدة‭ ‬لروحي‭ ‬التي‭ ‬ذبلت‭ ‬من‭ ‬شدّة‭ ‬الخوف‭ ‬عليك،‭ ‬فقد‭ ‬قضيت‭ ‬الشهور‭ ‬المنصرمة‭ ‬بانتظار‭ ‬إشراقتك‭ ‬وكلي‭ ‬أمل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬ورجاء‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬ملهمة‭ ‬بحفظك‭ ‬ورعايتك‭ ‬لأن‭ ‬الوطن‭ ‬بحاجة‭ ‬إليك،‭ ‬والناس‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬يستندون‭ ‬عليك،‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬معك‭ ‬يحميك‭ ‬ويرعاك‭ ‬ويبقيك‭ ‬ذخراً‭ ‬لهم‭.‬

اشتقت‭ ‬إليك‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬الخير‭ ‬والحب‭ ‬والسلام،‭ ‬اشتقت‭ ‬بعد‭ ‬سماعي‭ ‬صوتك‭ ‬الذي‭ ‬احتضن‭ ‬روحي‭ ‬من‭ ‬ساعتها‭ ‬وأنت‭ ‬تحدثني‭ ‬عن‭ ‬حبك‭ ‬للناس‭ ‬جميعاً‭ ‬فيما‭ ‬تفصلنا‭ ‬مسافات‭ ‬وفضاءات،‭ ‬وأنواء،‭ ‬لم‭ ‬تحد‭ ‬عن‭ ‬مجيء‭ ‬صوتك‭ ‬يوقظ‭ ‬فيّ‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬كم‭ ‬أنت‭ ‬عظيم‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

أعظم‭ ‬حرية‭ ‬تملكها‭ ‬هي‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذاتك‭.‬