“السفارة”.. الجماعة الفتاكة بين الشيطنة وتسويق الضلال

| عادل عيسى المرزوق

فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه،‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬جماعة‭ ‬“السفارة”‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغني‭ ‬فتواها‭ ‬ولا‭ ‬تسمن‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬بل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬تحسبه‭ ‬يقينًا‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬المقبلة،‭ ‬ولأن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬ما‭ ‬بقوم‭ ‬حتى‭ ‬يغيروا‭ ‬ما‭ ‬بأنفسهم‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬الظلم‭ ‬كيف‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تقيم‭ ‬العدل‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وأفرادها‭ ‬الذين‭ ‬يتحكمون‭ ‬في‭ ‬مصائر‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬ويحددون‭ ‬إقامات‭ ‬الخارجين‭ ‬عليهم،‭ ‬فكيف‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يحترموا‭ ‬قانونًا‭ ‬ويؤمنوا‭ ‬بشرائع،‭ ‬ويتوافقون‭ ‬مع‭ ‬مجتمع‭.‬

إن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تُجدد‭ ‬الخطاب،‭ ‬أحرقته،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬حضت‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬توافقت‭ ‬عليه‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬مستقرة‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬السنين،‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬بادعاءات‭ ‬لنفي‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬وإخراجها‭ ‬على‭ ‬إجماع‭ ‬المسلمين‭.‬

الجماعة‭ ‬تفتك‭ ‬بأعضائها‭ ‬المتفكرين،‭ ‬تطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يصبحوا‭ ‬قطيعًا‭ ‬خلف‭ ‬راعٍ،‭ ‬ومعصوبي‭ ‬العينين‭ ‬أمام‭ ‬ساقية،‭ ‬ومنكفئي‭ ‬الأحوال‭ ‬على‭ ‬ذواتهم‭ ‬وشخوصهم‭ ‬الضيقة‭.‬

إذًا‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للرحمة‭ ‬أن‭ ‬تسود؟‭ ‬وللوئام‭ ‬أن‭ ‬يتحقق،‭ ‬وللقبول‭ ‬بالآخر‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬طريقه‭ ‬القويم‭ ‬نحو‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬بنا؟

حددوا‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭ ‬وجهتكم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنزلقوا‭ ‬في‭ ‬هلاك‭ ‬الإفتاء‭ ‬غير‭ ‬الشرعي،‭ ‬وعودوا‭ ‬إلى‭ ‬صوابكم‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬فيكم‭ ‬خير‭ ‬مثلما‭ ‬تدّعون،‭ ‬واتفقوا‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬أنفسكم‭ ‬أولًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنشروا‭ ‬غسيلكم‭ ‬المتسخ‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬ثم‭ ‬تعودوا‭ ‬وتروجون‭ ‬لأفكار‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان‭.‬

الإجماع‭ ‬يعني‭ ‬اليقين،‭ ‬واليقين‭ ‬تحدده‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬اللبس‭ ‬أو‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬الفحص،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هنالك،‭ ‬أن‭ ‬التسامح‭ ‬المرفوع‭ ‬شعار‭ ‬لدى‭ ‬جماعة‭ ‬السفارة،‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬له‭ ‬مكانًا‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭ ‬بين‭ ‬أفرادها‭ ‬المغلوبين‭ ‬على‭ ‬أمرهم،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬أصبح‭ ‬سلاحًا‭ ‬مستخدمًا‭ ‬يلعبون‭ ‬به،‭ ‬ويضعونه‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬أعضائهم‭ ‬المتجهين‭ ‬للاستفاقة‭ ‬من‭ ‬غيبوبة‭ ‬الجاهلية‭ ‬التي‭ ‬يفرضونها‭ ‬عليهم،‭ ‬ومن‭ ‬ديمومة‭ ‬التماهي‭ ‬التي‭ ‬آلت‭ ‬إليها‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حبسوا‭ ‬وبطشوا‭ ‬وهلوثوا‭ ‬وضلوا‭.‬

المجتمع‭ ‬بريء‭ ‬منكم،‭ ‬وسفارتكم‭ ‬الخاوية‭ ‬على‭ ‬عروشها‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬تعرضوها‭ ‬للبيع‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬“الحراج”،‭ ‬وأعضائكم‭ ‬المحددة‭ ‬إقاماتهم‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬ظلمًا‭ ‬وعدوانًا‭ ‬آن‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يطلبوا‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة،‭ ‬والحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬السائد‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

من‭ ‬يدعو‭ ‬لشيء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤمن‭ ‬به‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم،‭ ‬ومن‭ ‬يتسلط‭ ‬على‭ ‬مسلم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬توقفه‭ ‬عند‭ ‬حده،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬بلاد‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لكائن‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يقيد‭ ‬حركة‭ ‬مواطن،‭ ‬وبلاد‭ ‬الأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬التي‭ ‬أتشرف‭ ‬بالانتماء‭ ‬إليها‭ ‬وهي‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النفر‭ ‬الموتور،‭ ‬ومثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدخلاء،‭ ‬ومثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الحمقى‭ ‬الذين‭ ‬اشتروا‭ ‬الضلالة‭ ‬بالإيمان،‭ ‬وباعوا‭ ‬دينهم‭ ‬الحق‭ ‬للشيطان،‭ ‬وتاجروا‭ ‬بالدين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬سلعة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحققوا‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬مكاسب‭ ‬يتفاخرون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مجتمعهم‭ ‬المنكفئ‭ ‬الضيق،‭ ‬وبين‭ ‬ذويهم‭ ‬المشاكسون‭ ‬المقامرون‭.‬

إن‭ ‬الدين‭ ‬لله‭ ‬والوطن‭ ‬للجميع،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬الدين‭ ‬يرضى‭ ‬عنكم‭ ‬ولا‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬وآله‭ ‬سيتركونكم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حساب،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الكريم‭ ‬سوف‭ ‬يترك‭ ‬لكم‭ ‬الجمل‭ ‬بما‭ ‬حمل‭ ‬حتى‭ ‬تعيثوا‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فسادًا،‭ ‬والله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬شهيد‭.‬

سبع‭ ‬باقات‭ ‬مُرعبة

ما‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬العام‭ ‬الميلادي‭ ‬الجديد،‭ ‬حتى‭ ‬اتحفتنا‭ ‬جماعة‭ ‬“السفارة”‭ ‬ببرنامج‭ ‬ندوات‭ ‬أسمته‭ ‬“موسم‭ ‬استئناف‭ ‬الحياة”،‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المُسمى‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬إزعاجًا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬للمتفكرين‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬السماوات‭ ‬والأرض،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تنوي‭ ‬“السفارة”‭ ‬تنظيمه‭ ‬أو‭ ‬الولوج‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬مجرد‭ ‬سبع‭ ‬باقات‭ ‬تحاول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إجهاد‭ ‬العقل‭ ‬المتتبع‭ ‬للأمة،‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬حتى‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل‭ ‬2020‭.‬

الأسرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬نصيب‭ ‬مما‭ ‬تطلق‭ ‬عليه‭ ‬بكسر‭ ‬العقد‭ ‬والأغلال‭ ‬وتجلياتها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬وعيد‭ ‬الفطر‭ ‬الكريم‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬“كوم”‭ ‬وما‭ ‬تطرقت‭ ‬إليه‭ ‬الجماعة‭ ‬المارقة‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬“كوم‭ ‬آخر”،‭ ‬حيث‭ ‬الحروب‭ ‬الناعمة‭ ‬وكيفية‭ ‬اختراق‭ ‬الوعي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

“ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ظاهره‭ ‬رحمة‭ ‬ففي‭ ‬باطنه‭ ‬عذاب”‭ ‬هكذا‭ ‬يقولون‭ ‬أو‭ ‬يتقولون‭ ‬على‭ ‬المتشابهات‭ ‬في‭ ‬نظرية‭ ‬إطلاق‭ ‬الاتهامات‭ ‬على‭ ‬الغير،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العجالة‭ ‬لا‭ ‬نمتلك‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬الثبوتية‭ ‬على‭ ‬تضليل‭ ‬العقل‭ ‬الجمعي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العنوان‭ ‬العريض‭ ‬الذي‭ ‬خرجت‭ ‬به‭ ‬“الجماعة”‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬التجديد،‭ ‬وتُبشر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد،‭ ‬وتحاول‭ ‬اختراق‭ ‬الوعي‭ ‬الثابت‭ ‬والفكر‭ ‬المستقر‭ ‬لأمة‭ ‬ارتضت‭ ‬لنفسها‭ ‬دينًا‭ ‬حنيفًا‭ ‬وموقعًا‭ ‬جديرًا‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬

موسم‭ ‬استئناف‭ ‬الحياة‭ ‬يشير‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يؤشر‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الإمام‭ ‬المهدي‭ ‬المنتظر‭ -‬عجل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬فرجه‭ ‬الشريف‭-‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬شرايين‭ ‬الكون،‭ ‬إلى‭ ‬أمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وكأن‭ ‬بدء‭ ‬الخلق‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أصيب‭ ‬بغيبوبة‭ ‬مؤقتة‭ ‬حتى‭ ‬جاءت‭ ‬“الجماعة”‭ ‬المغرضة‭ ‬بجلالة‭ ‬قدرها‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬البعث‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان،‭ ‬وأن‭ ‬يوم‭ ‬الحساب‭ ‬قد‭ ‬اقترب‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬حان،‭ ‬وأن‭ ‬موسم‭ ‬توزيع‭ ‬الحسنات‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬قد‭ ‬آن‭ ‬أوانه‭.‬

صدق‭ ‬هذا‭ ‬أم‭ ‬كذب‭ ‬أم‭ ‬جنون‭ ‬أم‭ ‬تلويح‭ ‬بحلال‭ ‬لا‭ ‬ينأى‭ ‬عن‭ ‬حرامه؟‭ ‬إنها‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬النوعي‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬جماعة‭ ‬تأتي‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬وتطلقها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬حقائق‭ ‬واقعة،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬تنظم‭ ‬فعاليات‭ ‬مبرمجة‭ ‬ومعدة‭ ‬سلفًا‭ ‬كي‭ ‬يتقبلها‭ ‬جموع‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬الرحب‭ ‬والسعة‭.‬

ما‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان؟‭ ‬ومن‭ ‬أتى‭ ‬بهذه‭ ‬الأفكار‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬سرًا‭ ‬غامضًا؟‭ ‬ما‭ ‬علاقة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بالحروب‭ ‬الحريرية‭ ‬الناعمة‭ ‬يا‭ ‬سادة؟‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مربط‭ ‬الفرس‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬برنامج‭ ‬البعث‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬قيامة‭ ‬تم‭ ‬تحديده‭ ‬من‭ ‬جهابذة‭ ‬“السفارة”‭ ‬المضللين،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬حملة‭ ‬مباخر‭ ‬غير‭ ‬متفكرة‭ ‬تمامًا‭ ‬وغير‭ ‬ملتفتة‭ ‬أبدًا‭ ‬لقضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬الجوهرية،‭ ‬وهمومنا‭ ‬اليومية‭ ‬المعيشية‭.‬

إن‭ ‬تضليل‭ ‬الفكر‭ ‬البحريني‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخزعبلات‭ ‬المسماة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬أطروحاتها‭ ‬بـ”موسم‭ ‬استئناف‭ ‬الحياة”‭ ‬إنما‭ ‬يأتي‭ ‬كمحصلة‭ ‬نهائية‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬اجتزائه‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬متحاب‭ ‬موحد،‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬الاختلاف‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬مرتكزات‭ ‬صاغها‭ ‬نفر‭ ‬غير‭ ‬مُعتمد‭ ‬فقهيًا،‭ ‬وليس‭ ‬معترف‭ ‬به‭ ‬عقائديًا،‭ ‬بل‭ ‬وغير‭ ‬مسموح‭ ‬له‭ ‬قانونيًا‭.‬

الحروب‭ ‬الناعمة

ظننت‭ ‬أن‭ ‬موسم‭ ‬استئناف‭ ‬الحياة‭ ‬يتشابه‭ ‬في‭ ‬أبجديته‭ ‬اللغوية‭ ‬بـ”موسم‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬الشمال”‭ ‬للعلّامة‭ ‬السوداني‭ ‬الطيب‭ ‬صالح،‭ ‬لكن‭ ‬هيهات‭ ‬وشتان‭ ‬بين‭ ‬فكر‭ ‬يهاجر‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل،‭ ‬وآخر‭ ‬يتمسك‭ ‬بالأسوأ،‭ ‬قوم‭ ‬ينشدون‭ ‬الحرية‭ ‬وآخرون‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬الانكفاء‭.‬

ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬مرض،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬خلل،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬سريرته‭ ‬قلق‭ ‬مستدام،‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬تلك‭ ‬اللعنة‭ ‬المستجابة‭ ‬لدى‭ ‬نفرٌ‭ ‬يلعبون‭ ‬بالألفاظ‭ ‬وكأنها‭ ‬وعدًا‭ ‬حق‭ ‬يقطعونه‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬ويضللون‭ ‬به‭ ‬أقوامًا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬البراءة‭ ‬والفضول‭.‬

الشهادة‭ ‬لله‭ ‬وحده‭ ‬أنني‭ ‬عندما‭ ‬قرأت‭ ‬بروتوكولات‭ ‬“موسم‭ ‬استئناف‭ ‬الحياة”‭ ‬أصابتني‭ ‬الدهشة،‭ ‬الخدعة‭ ‬في‭ ‬أعتى‭ ‬صورها،‭ ‬كدت‭ ‬أصدق‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬“السفارة”‭ ‬تسعى‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬تنوير‭ ‬المجتمع،‭ ‬إلى‭ ‬تثوير‭ ‬عاداته‭ ‬وتقاليده،‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مخرجات‭ ‬ألفاظه،‭ ‬ومكنونات‭ ‬عقائده،‭ ‬صدقت‭ ‬مثلًا‭ ‬أن‭ ‬عنوان‭ ‬الحروب‭ ‬الناعمة‭ ‬قد‭ ‬يمس‭ ‬ثقافتنا‭ ‬في‭ ‬الصميم،‭ ‬وأن‭ ‬القبول‭ ‬بالآخر‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الود‭ ‬المضاف‭ ‬إلى‭ ‬تقاليد‭ ‬البحرين‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الشعوب‭ ‬والأديان‭ ‬والطوائف،‭ ‬وصدقت‭ ‬أن‭ ‬المعنى‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬قابعًا‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬الشاعر‭ ‬قد‭ ‬آن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬للعيان‭ ‬كي‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بصراحة‭ ‬وقوة‭ ‬واستطاعة‭ ‬ربما‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخنا‭ ‬المتردد‭ ‬الجديد‭.‬

لكن‭ ‬والله‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أقول،‭ ‬أنني‭ ‬اكتشفت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬ربما‭ ‬أن‭ ‬الخدعة‭ ‬لا‭ ‬تصيب‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬يستحقها‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬أنجر‭ ‬لطول‭ ‬الوقت‭ ‬خلف‭ ‬العنوان‭ ‬المدهش،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬التنبيش‭ ‬فيما‭ ‬وراء‭ ‬المصطلح،‭ ‬أي‭ ‬حروب‭ ‬ناعمة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقصدها،‭ ‬جماعة‭ ‬السفارة؟‭ ‬أية‭ ‬أسلحة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستخدمها‭ ‬على‭ ‬الملأ،‭ ‬وأية‭ ‬أسلحة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يدسها‭ ‬الدخلاء‭ ‬على‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف؟

بكل‭ ‬التأكيد‭ ‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه،‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬عقيدته‭ ‬خطأً‭ ‬أصيلًا،‭ ‬وضلالًا‭ ‬جوهريًا،‭ ‬وانحرافًا‭ ‬موثقًا،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬الناعمة‭ ‬مثلما‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬أهل‭ ‬الإجماع‭ ‬في‭ ‬الطائفتين‭ ‬الكريمتين‭.‬

بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬هناك‭ ‬حروب‭ ‬اسمها،‭ ‬التدليس‭ ‬باسم‭ ‬القيم‭ ‬الرفيعة،‭ ‬والضحك‭ ‬على‭ ‬الذقون‭ ‬باستخدام‭ ‬أدوات‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬المهيمنة‭ ‬عليها‭ ‬السحرة‭ ‬الإلكترونيين،‭ ‬وأصحاب‭ ‬الوصفات‭ ‬العامرة‭ ‬بالفضاء‭ ‬الرقمي‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬فائقة‭ ‬الجودة‭.‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬الأسلحة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬فتاكة‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬لجماعة‭ ‬السفارة‭ ‬جيلها‭ ‬وألاعيبها‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تخدع‭ ‬الشباب‭ ‬الصغير‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬أبجديات‭ ‬دينه‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬ما‭ ‬يقيه‭ ‬شر‭ ‬الضلالة‭ ‬إذا‭ ‬تفشت،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬ينأى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سوءات‭ ‬الغمامة‭ ‬الداكنة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أمطرت،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬لهذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬أثرها‭ ‬الملعون‭ ‬وفعلها‭ ‬المجنون‭ ‬على‭ ‬مكنون‭ ‬الأمة‭ ‬وتقاليدها‭ ‬الثابتة‭ ‬الأصيلة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬فإن‭ ‬الحروب‭ ‬الحريرية‭ ‬آن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬القانون،‭ ‬إلى‭ ‬كتائب‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المصنفات‭ ‬الفكرية،‭ ‬والمنتجات‭ ‬الذهنية،‭ ‬والجرائم‭ ‬العقائدية‭.‬

كلنا‭ ‬مسلمون،‭ ‬وكلنا‭ ‬على‭ ‬حق،‭ ‬لكن‭ ‬المسلم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬سَلِم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬يده‭ ‬ولسانه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نجده‭ ‬مطلقًا‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬ضال،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬باقة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الانتشار،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬مستعد‭ ‬لاستئناف‭ ‬الحياة،‭ ‬لكنه‭ ‬غير‭ ‬مستعد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الآخرة‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والغباء‭ ‬الطبيعي

ثمة‭ ‬عنوان‭ ‬عريض‭ ‬يتصدر‭ ‬ياقات‭ ‬“موسم‭ ‬استئناف‭ ‬الحياة”‭ ‬لجماعة‭ ‬التجديد‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬“السفارة”،‭ ‬وثمة‭ ‬طرح‭ ‬جديد‭ ‬يحاول‭ ‬نفر‭ ‬منهم‭ ‬استجلاء‭ ‬الأحداث‭ ‬وتقديمها‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬العلوم‭ ‬المستحدثة‭ ‬مستهلين‭ ‬برامجهم‭ ‬بما‭ ‬درج‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬بـ”الذكاء‭ ‬الاصطناعي”‭.‬

العنوان‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬القصد،‭ ‬والقضية‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬الطرح،‭ ‬والعلم‭ ‬الفارق‭ ‬مع‭ ‬عالمه‭ ‬الافتراضي‭ ‬أكثر‭ ‬ضخامة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬بفتاوي‭ ‬تعليمية،‭ ‬وأغراض‭ ‬دينية،‭ ‬ومحاذير‭ ‬كونية‭.‬

الجماعة‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬تزكيتها‭ ‬لباقاتها‭ ‬على‭ ‬محاكاة‭ ‬الواقع‭ ‬الراهن‭ ‬وكأنهم‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬غيب‭ ‬مشهود،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬في‭ ‬وجود،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬متقطعة‭ ‬في‭ ‬عقود،‭ ‬هم‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ويطرحونه‭ ‬كقضية‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬برامجهم‭ ‬سابقة‭ ‬التجهيز‭ ‬حتى‭ ‬يثبتوا‭ ‬للعالم‭ ‬أنهم‭ ‬يحاكون‭ ‬المعاصرة‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يعيشوا‭ ‬في‭ ‬مجاهل‭ ‬التاريخ،‭ ‬وهم‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬الهجمة‭ ‬التي‭ ‬تعرضوا‭ ‬ليها‭ ‬بادعاءاتهم‭ ‬الفقهية،‭ ‬وتهويماتهم‭ ‬العدائية،‭ ‬وترويجهم‭ ‬لخرافات‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان،‭ ‬قد‭ ‬خصمت‭ ‬منهم‭ ‬ولم‭ ‬تضف‭ ‬شيئًا،‭ ‬قد‭ ‬وضعتهم‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬فقهي،‭ ‬ونفق‭ ‬فكري،‭ ‬وكارثة‭ ‬لو‭ ‬حلت‭ ‬فإنها‭ ‬سوف‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬هراءات‭ ‬وصاياهم،‭ ‬ومناكفات‭ ‬آرائهم‭ ‬ومطارحات‭ ‬الخارجين‭ ‬عنهم‭ ‬والفاضحين‭ ‬لأمورهم‭.‬

جماعة‭ ‬السفارة‭ ‬بطرحهم‭ ‬لقضية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬إنما‭ ‬يحاولون‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أن‭ ‬يثبتوا‭ ‬للكاشفين‭ ‬عوراتهم‭ ‬بأنهم‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬مع‭ ‬الحداثة،‭ ‬مع‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬جامعتنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الزج‭ ‬ببرامج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مناهجها،‭ ‬والولوج‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬العبقرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬فكري‭ ‬وعلمي‭ ‬جدير‭ ‬بمواجهة‭ ‬مشكلات‭ ‬الكون،‭ ‬وقضاياه‭ ‬العويصة‭ ‬المعاصرة‭.‬

“التجديد”‭ ‬أو‭ ‬التجريد‭ ‬أو‭ ‬السفارة‭ ‬هي‭ ‬جماعة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ - ‬جماعة‭ ‬عادية‭ ‬جدًا‭ ‬لا‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬الضلال،‭ ‬ولا‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬الانحراف،‭ ‬ولا‭ ‬تحاول‭ ‬ضرب‭ ‬الثوابت‭ ‬الدينية‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬مقتل‭.‬

توقفت‭ ‬عن‭ ‬حديث‭ ‬قادتهم‭ ‬المستمر‭ ‬بأنهم‭ ‬يجتمعون‭ ‬مع‭ ‬الإمام‭ ‬المهدي‭ ‬المنتظر‭ -‬عجل‭ ‬الله‭ ‬فرجه‭ ‬الشريف‭- ‬وأنهم‭ ‬يتلقون‭ ‬التعليمات‭ ‬منه،‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬ظهر‭ ‬بالفعل‭ ‬ولا‭ ‬جدال‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

هذه‭ ‬إشكالية‭ ‬فقهية،‭ ‬وثابت‭ ‬ديني‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬والمقدمات‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬أصلًا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭.‬

الإشارات‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬الصغرى‭ ‬لم‭ ‬تدل‭ ‬عليه،‭ ‬ومناقشة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعة‭ ‬تفكر‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬حسن‭ ‬النوايا‭ ‬وفضيلة‭ ‬الاستسلام‭ ‬لمحاسن‭ ‬الصدف‭ ‬ما‭ ‬يؤهلها‭ ‬لكي‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬مساعيها‭ ‬غير‭ ‬الحميدة،‭ ‬لأنها‭ ‬تريد‭ ‬بذلك‭ ‬تشتيت‭ ‬العقل‭ ‬الجمعي‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وتوجيهه‭ ‬نحو‭ ‬مخدر‭ ‬موضعي‭ ‬جديد‭ ‬حتى‭ ‬ننسى‭ ‬ألاعيب‭ ‬الجماعة‭ ‬وتطاولها‭ ‬على‭ ‬إمامنا،‭ ‬وترويج‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬ترضى‭ ‬عنه‭ ‬أمته‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬الكافرون‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬النجوم،‭ ‬أو‭ ‬النزول‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬أو‭ ‬اكتشاف‭ ‬إنسان‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬المشتري،‭ ‬جميعها‭ ‬لن‭ ‬تنسينا‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬السفارة‭ ‬ضلت،‭ ‬وأنها‭ ‬بباقاتها‭ ‬المزعومة‭ ‬لن‭ ‬تخدع‭ ‬أحدًا‭ ‬ولن‭ ‬تصطحبنا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬ضلال‭ ‬أخرى‭.‬