لقطة

أحمر اليد.. عزيمة تقهر المستحيل!

| أحمد كريم

لا‭ ‬يساوريني‭ ‬الشك‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة،‭ ‬أن‭ ‬المستحيل‭ ‬وهمٌ‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يروِّج‭ ‬له‭ ‬كمن‭ ‬يروِّج‭ ‬للممنوعات‭!‬

المستحيل‭ ‬يعني‭ ‬اليأس‭.. ‬واليأس‭ ‬“سوسة”‭ ‬تنخر‭ ‬في‭ ‬المعنويات،‭ ‬فتجعلها‭ ‬هشّةً‭ ‬أمام‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬التفوق‭ ‬الرياضي‭ ‬المليء‭ ‬بالعقبات‭ ‬والصعوبات‭.‬

لكن‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬لكرة‭ ‬اليد،‭ ‬يقهر‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬بعزيمة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مثيل،‭ ‬متفرّدًا‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬أقرانه‭ ‬في‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الثبات‭ ‬والإنجاز‭.‬

ورغم‭ ‬النواقص‭ ‬والاحتياجات،‭ ‬وعدم‭ ‬التكافؤ‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬بين‭ ‬منتخبنا‭ ‬ومنافسيه‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كرة‭ ‬اليد،‭ ‬استمر‭ ‬“أحمرنا”‭ ‬على‭ ‬عادته،‭ ‬يحجز‭ ‬موقعه‭ ‬مع‭ ‬الكبار‭ ‬للمرة‭ ‬الخامسة‭.‬

ولعلّه‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلنا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬لاعبونا‭ ‬الشجعان،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ظاهرة‭ ‬خارقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستبسال‭ ‬والتضحية،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭!‬

والغريب‭ ‬أننا‭ ‬فرحنا‭ ‬بتأهل‭ ‬منتخبنا‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬لأولمبياد‭ ‬طوكيو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فرحتنا‭ ‬بتأهله‭ ‬لمونديال‭ ‬“أم‭ ‬الدنيا”،‭ ‬وكأننا‭ ‬نبحث‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المنتخب‭ ‬الفذ‭ ‬عن‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭!‬

حتى‭ ‬أصبح‭ ‬المنتخب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نريده‭ ‬أن‭ ‬يتأهّل‭ ‬إلى‭ ‬بطولة‭ ‬قارية‭ ‬أو‭ ‬عالمية‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬نطالبه‭ ‬باللقب‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬البتة‭.‬

هو‭ ‬كذلك‭ ‬بالفعل،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يربطنا‭ ‬مع‭ ‬أحمر‭ ‬اليد‭ ‬غير‭ ‬الثقة‭ ‬المطلقة،‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬الإبهار‭ ‬والتألق،‭ ‬ونحن‭ ‬نشدُّ‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬لاعبينا‭ ‬الأبطال‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرتهم‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الآسيوية‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬النهج،‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬النجاح‭ ‬حليفهم‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

وبقي‭ ‬أن‭ ‬نشكر‭ ‬اتحاد‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬جهوده‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الفريق‭ ‬بشكل‭ ‬لائق،‭ ‬كما‭ ‬نشيد‭ ‬بالأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬منها‭ ‬هذه‭ ‬النجوم‭ ‬الرائعة،‭ ‬ونتمنى‭ ‬بصدق‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬الطبيعي‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬وأن‭ ‬يكرم‭ ‬اللاعبون‭ ‬خير‭ ‬تكريم‭.‬