لمحات

سوء خدمات الاتصالات

| د.علي الصايغ

تواجه‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬مشكلات‭ ‬عديدة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الشركات،‭ ‬وتؤرق‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬المشتركين،‭ ‬وفيما‭ ‬يبدو‭ ‬فإن‭ ‬حقوقهم‭ ‬ضائعة،‭ ‬فلا‭ ‬نصير‭ ‬لهم،‭ ‬ولا‭ ‬قانون‭ ‬مفعل‭ ‬يحميهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬الرديئة‭ - ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين‭ - ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬يُشتكى‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬إرسال‭ ‬الشبكة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬الشركات،‭ ‬مع‭ ‬صغر‭ ‬المساحة‭ ‬الجغرافية‭ ‬للبحرين،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تغطيها‭ ‬بعض‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الشبكة،‭ ‬وفي‭ ‬قوة‭ ‬الإرسال،‭ ‬لا‭ ‬يعوض‭ ‬فيه‭ ‬المشتركون‭ ‬أبداً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أين‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬محاسبته‭ ‬بأي‭ ‬تقصير‭ ‬قد‭ ‬يصدر‭ ‬منه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمدى‭ ‬توافر‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬ضعفها؟‭! ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬تقصير‭ ‬من‭ ‬المشتركين‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬سداد‭ ‬الفواتير‭ ‬بالتحديد،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬الخدمة،‭ ‬وعدم‭ ‬التهاون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بسداد‭ ‬الفواتير‭ ‬المستحقة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ - ‬خصوصا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالهواتف‭ ‬النقالة‭ - ‬لا‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬خدمات‭ ‬صالحة‭ ‬للاستخدام‭ ‬للفترات‭ ‬المحددة‭ ‬لها‭ ‬وفق‭ ‬الباقات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬عن‭ ‬معايير‭ ‬التناسب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المقيمين‭ ‬الدائمين‭ ‬والسياح‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬العروض‭ ‬المقدمة‭ ‬لكليهما‭ ‬وما‭ ‬تحويها‭ ‬من‭ ‬مميزات؟‭!‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المشتركين‭ ‬الكثر‭ ‬الذين‭ ‬يملؤون‭ ‬الأرض،‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬ينصفوا،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬اشتراطات‭ ‬صارمة‭ ‬مطلوبة‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬حتى‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬ليست‭ ‬شاسعة،‭ ‬ولا‭ ‬تكلفهم‭ ‬الكثير،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬أرباح‭ ‬وفيرة‭ ‬تحققها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ضرورة‭ ‬إنصاف‭ ‬المشتركين‭ ‬بتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬العالم‭.‬