في اليوم الدولي للتعليم

| عبدعلي الغسرة

تحتفل‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتعليم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬“التعلم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الناس‭ ‬والكوكب‭ ‬والرخاء‭ ‬والسلام”،‭ ‬فالتعليم‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ (‬المادة‭ ‬14‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬وبالتعليم‭ ‬تتطور‭ ‬الحياة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬وكسر‭ ‬دائرة‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر،‭ ‬وبالتعليم‭ ‬ينتهي‭ ‬التخلف‭ ‬وينمو‭ ‬الفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬إبداعًا‭ ‬وإنتاجًا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وتعاني‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬أعداد‭ ‬أطفالها‭ ‬وشبابها‭ ‬وبناتها‭ ‬واللاجئين‭ ‬غير‭ ‬الملتحقين‭ ‬بالمدارس‭ ‬وأمية‭ ‬الكثيرين‭ ‬منهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المتأثرة‭ ‬بالنزاعات‭ ‬المسلحة‭.‬

إن‭ ‬التعليم‭ ‬أساس‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام‭ ‬وأساس‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬المستدامة‭ ‬تنمويًا،‭ ‬وحرمان‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬يُمثل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬لحق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتدعو‭ ‬اليونسكو‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬فرصة‭ ‬التعلم‭ ‬لجميع‭ ‬الفئات‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬أقليات‭ ‬ولاجئين‭ ‬وذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لعام‭ ‬2030م‭ ‬الذي‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ (‬التزام‭ ‬الحكومات‭ ‬بضمان‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬المنصف‭ ‬والشامل‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬للجميع‭). ‬ولتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليه‭ ‬وحث‭ ‬غير‭ ‬المتعلمين‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬الدراسة‭ ‬والتعلم‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬المتعلمين‭ ‬وتقليل‭ ‬نسبة‭ ‬الأمية‭.‬

إن‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬يُجسد‭ ‬أهمية‭ ‬العِلم‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬ومساهمته‭ ‬في‭ ‬استدامة‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬السليمة،‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬التعليم‭ ‬أولوية‭ ‬وطنية‭ ‬ودولية،‭ ‬وتتحمل‭ ‬جميع‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد،‭ ‬إنه‭ ‬التزام‭ ‬اجتماعي‭ ‬وإنساني‭ ‬وحقوقي‭ ‬وتربوي،‭ ‬مسؤولية‭ ‬تتطلب‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬ورصدا‭ ‬ماليا‭ ‬وتعاونا‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭ ‬ومشاركة‭ ‬رسمية‭ ‬وأهلية‭ ‬ومجتمعية،‭ ‬فهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬ومشاركة‭ ‬لبناء‭ ‬عالم‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬الجهل‭ ‬والتخلف‭.‬

إن‭ ‬التعليم‭ ‬أساس‭ ‬الحياة،‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭ ‬كل‭ ‬إنسان،‭ ‬والتعليم‭ ‬أساس‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬فكل‭ ‬مُنتج‭ ‬جديد‭ ‬يأتي‭ ‬بفضل‭ ‬العِلم‭ ‬والمتعلمين‭ ‬المبتكرين،‭ ‬والتعليم‭ ‬يُعزز‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويضمن‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬وهو‭ ‬وسيلة‭ ‬للتقدم‭ ‬والازدهار،‭ ‬فجميع‭ ‬الناس‭ ‬تتعلم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لها‭ ‬ولبلادها‭.‬