أجندة الأعمال الوطنية (2)
| عبدعلي الغسرة
هناك مسار مشترك بين القطاعين العام والخاص في العملية المهنية والفكرية الإنتاجية التي تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، وحتى يأخذ القطاع الخاص دوره الأساسي والمستنير في هذا المسار المشترك فهو بحاجة إلى آليات تشجعه للمشاركة في النشاط الاقتصادي من خلال تشجيعه في الاستثمار وتعظيم مشاركته في جميع القطاعات مما يُعطيه دورا أكبر في التنمية الاقتصادية.
وأشارت التوصيات التي أصدرتها الورش التي نفذتها لجنة الأجندة الوطنية لسيدات ورجال الأعمال للقطاعات المهنية الستة (الصناعة، الصالونات النسائية والتجميل، المقاولات، تقنية المعلومات، التطوير العقاري والمواصلات) إلى جملة من الأمور التي تعزز مشاركة القطاع الخاص وتسهم في مشاركته في التنمية الاقتصادية، ومنها، تطوير البيئة التشريعية وتبسيط الإجراءات الإدارية، دعم البيئة التجارية، تهيئة الفرص الاقتصادية للقطاع الخاص، هذه وغيرها من التوصيات تمكن القطاع الخاص من أداء دوره المأمول والمنشود.
إن دعم الدولة القطاع الخاص يساعد على رفع الإنتاجية وتنافسية الاقتصاد البحريني، ويُمثل التزاما واضحا منها لكي يكون دور القطاع الخاص فاعلًا ومؤثرًا في التنمية الاقتصادية المستدامة بما يتفق مع رؤية البحرين الوطنية 2030م. ويُعتبر القطاع الخاص المحرك الرئيسي لعملية النمو الاقتصادي في أية دولة لقدرته وتمتعه بمزايا كبيرة تؤهله للقيام بهذا الدور، وهذا ما يدفع الدولة إلى ضرورة التركيز على آليات تطويره وتوفير المناخ المناسب له.
إن تنمية القطاع الخاص كما أكدت توصيات لجنة أجندة الأعمال الوطنية ستعمل على تطويره وتوفير فرص عمل دائمة، لذا لابد أن يرتفع مستوى الاهتمام بالقطاع الخاص في جميع المجالات والمبادرات بما يضمن له القدرة على التنافس والحد من الكثير من المشاكل الاجتماعية كالفقر والبطالة، وبذلك سيساهم القطاع الخاص بدور إيجابي من أجل تحقيق أهداف التنمية المجتمعية الشاملة والوصول إلى أكبر قدر من الإشباع بالنسبة إلى احتياجات الأفراد.
إن مجمل ما صدر من توصيات يؤكد على دور مؤسسات القطاع الخاص المحوري في عملية التنمية الوطنية، وهناك الكثير من الشواهد العالمية للكثير من الدول التي حققت نموًا في العديد من المجالات الاقتصادية بفضل مشاركة القطاع الخاص وريادته لتلك الأعمال التي تتطلب الجرأة في الاستثمار والتنوع في ممارسة الأنشطة وابتكار الجديد منها، ما عمل على دفع عجلة التنمية إلى الأمام.