تأخير العلاوات... قراءة في ردود الفعل
| فاتن حمزة
بدأ المتقاعدون قبل أيام حملة رصد وتعقب لحساباتهم البنكية، انتظاراً لإيداع هيئة التأمينات الاجتماعية علاوة تحسين معيشة المتقاعدين في حساباتهم، وتساءل عدد من المتقاعدين عن أسباب تأخر إيداع العلاوة تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الذي أعلنت عنه الهيئة مؤخراً.
وتم تغيير موعد صرف علاوة تحسين المعيشة للمتقاعدين ليتم صرفها بتاريخ 15 من كل شهر، فيما سيتم صرف المعاشات التقاعدية في موعدها بتاريخ 20 من كل شهر.
لا شك أن الزوبعة هدأت الآن بعد أن تم تحويل العلاوات، ولا شك أن الكثير تكلم عن هذا القرار والتخبط في تطبيقه، ونحن نتفهم المقاصد التنظيمية لتوحيد تاريخ صرف هذه العلاوات، وهو أمر ربما له فوائد للبعض، ونتفهم أيضاً أن مثل هذه المسائل في مراحلها التطبيقية الأولية دائماً تبدو متعثرة، لكن ما يعنينا من هذا كله وهو أمر جدير بالدراسة، وإن كنا نظن أنه لا يغيب عن المسؤولين، هو خطورة التعرض لأرزاق الناس تحت أي مسمى، فحجم الضجة التي حصلت لمجرد تأخير لساعات قليلة مؤشر خطير ينبئ بردود الأفعال التي قد تحصل في مواقف شبيهة في قابل الأيام.
وقد ذكرنا في مقال سابق قصة أهل الكهف وكيف أن أول عمل قاموا به بعد أن استيقضوا من نوم قرون هو البحث عن الطعام، وهذا دليل على أن البطون الخاوية لا آذان لها.
نأمل أن تتم طمأنة المتقاعدين مع أي تغيير في وقت مبكر، التأخير له تأثير كبير على المواطنين، فالمبالغ وإن كانت صغيرة إلا أن لها أهمية كبيرة خصوصاً لأصحاب الدخل المحدود، ولعل ما حصل كان خيراً يجعلنا نفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار فيه تعرض لأرزاق الناس.