المصداقية والتحريف

| زهير توفيقي

في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬نتلقى‭ ‬أخبارا‭ ‬ومعلومات‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬عديدة،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬أو‭ ‬أصدقاء‭ ‬أو‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرها،‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه،‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الصادقة‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭ ‬قد‭ ‬خربت‭ ‬بيوتا‭ ‬وعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وزملاء‭ ‬العمل‭ ‬وغيرهم؟

ما‭ ‬دفعني‭ ‬للكتابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬جالسًا‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المقاهي،‭ ‬وبصراحة‭ ‬أجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجمعات‭ ‬متعة‭ ‬كبيرة‭ ‬نظرًا‭ ‬للمواضيع‭ ‬المفيدة‭ ‬التي‭ ‬تطرح،‭ ‬وبصراحة‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الإيجابيات‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجلسات‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬تفاجأت‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬بادر‭ ‬بالتكلم‭ ‬عن‭ ‬شخص‭ ‬أعرفه‭ ‬تمام‭ ‬المعرفة‭! ‬أعرفه‭ ‬وأعرف‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬وكذلك‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬معه،‭ ‬فقد‭ ‬أخذ‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بالتكلم‭ ‬عن‭ ‬سلبياته‭ ‬فقط‭ ‬ولم‭ ‬يذكر‭ ‬شيئا‭ ‬إيجابيا‭ ‬عنه‭! ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أنه‭ ‬طرح‭ ‬قصة‭ ‬خاصة‭ ‬بهذا‭ ‬الشخص‭ ‬وصادف‭ ‬أنني‭ ‬أعرفها‭ ‬جيدا،‭ ‬بل‭ ‬أعرف‭ ‬كل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬حصلتها‭ ‬كانت‭ ‬مطابقة‭ ‬منه‭ ‬وممن‭ ‬يعملون‭ ‬معه‭ ‬الذين‭ ‬يكنون‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬أخلاق‭ ‬عالية‭ ‬وضمير‭ ‬حي‭ ‬ومخلص‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬عمله‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬مقالي‭ ‬اليوم،‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬حرف‭ ‬أو‭ ‬لنقل‭ ‬لم‭ ‬يوصل‭ ‬المعلومة‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬ومنصف‭! ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يقصد‭ ‬إيذاء‭ ‬الشخص‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬فقط‭ ‬نقل‭ ‬ما‭ ‬تلقاه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬خاطئة‭ ‬دون‭ ‬التأكد‭ ‬منها‭! ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬المصيبة،‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬حاضرا‭ ‬تأثر‭ ‬بالطبع‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لا‭ ‬ألومهم‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬نقل‭ ‬معلومات‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المصداقية‭. ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬إجحافًا‭ ‬بحق‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬ويعتبر‭ ‬مثالًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬نقل‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬عمدوا‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعته‭ ‬لحاجة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يعقوب‭!‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬جميعًا‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬المسؤولية‭ ‬وأن‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬نقل‭ ‬معلومات‭ ‬ليست‭ ‬مؤكدة،‭ ‬تصوروا‭ ‬لو‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتدخل‭ ‬وأصحح‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬ذكرت،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬الجميع‭ ‬اقتنع‭ ‬بما‭ ‬ذكرته‭ ‬وأوضحته‭ ‬وذلك‭ ‬لسبب‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المعلومة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كاملة‭ ‬والموظف‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬لكسب‭ ‬تعاطف‭ ‬الناس‭ ‬معه‭! ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ - ‬أصحاب‭ ‬النفوس‭ ‬المريضة‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد‭ - ‬موجود‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭.‬

خلاصة‭ ‬الكلام،‭ ‬أرجو‭ ‬ثم‭ ‬أرجو‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬أية‭ ‬معلومة‭ ‬تخص‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬قبل‭ ‬التأكد‭ ‬منها‭ ‬وكما‭ ‬تعلمون‭ ‬الهدم‭ ‬أسهل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬البناء،‭ ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬