سوالف

لعنة مزاج المسؤول.. مشكلة قد تنهي أحلاما وتدمر بيوتا

| أسامة الماجد

مزاج‭ ‬المسؤول‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬“مديرا،‭ ‬أستاذا‭ ‬جامعيا،‭ ‬وزيرا”‭ ‬يعتبر‭ ‬سلاحا‭ ‬حقيقيا‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬يحمله‭ ‬إذا‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬وبغير‭ ‬مناسبة،‭ ‬يستخدمه‭ ‬لتخويف‭ ‬الموظفين‭ ‬أو‭ ‬الطلاب‭ ‬وعموم‭ ‬المرؤوسين،‭ ‬والأدهى‭ ‬أنه‭ ‬يرفعه‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬تافه‭ ‬فيجعله‭ ‬مطية‭ ‬تسهل‭ ‬له‭ ‬أغراضه‭ ‬اليومية،‭ ‬وسمعنا‭ ‬قصصا‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬لعنة‭ ‬“مزاج‭ ‬المسؤول”‭ ‬وما‭ ‬فعلته‭ ‬في‭ ‬الموظفين‭ ‬البسطاء‭ ‬وكيف‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬أسرهم‭ ‬ودفعتهم‭ ‬إلى‭ ‬الاحتماء‭ ‬بالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬فلعنة‭ ‬مزاج‭ ‬المسؤول‭ ‬تملأ‭ ‬قلوبهم‭ ‬بالرعب‭ ‬وتزيدهم‭ ‬قلقا‭ ‬وتهددهم‭ ‬بالعدم‭ ‬والموت‭.‬

يمر‭ ‬أحد‭ ‬الموظفين‭ ‬بظروف‭ ‬أسرية‭ ‬قاسية‭ ‬تحتم‭ ‬عليه‭ ‬أخذ‭ ‬إجازة‭ ‬“جم‭ ‬يوم”‭ ‬ليبقى‭ ‬مع‭ ‬والدته‭ ‬المريضة‭ ‬ويتابع‭ ‬أمورها‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬لكن‭ ‬طلب‭ ‬الإجازة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدائرة‭ ‬يكون‭ ‬أشبه‭ ‬بمحاكم‭ ‬التفتيش‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الأوروبية‭ ‬المظلمة،‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬مزاج‭ ‬المسؤول،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬مزاجه‭ ‬“رايق‭ ‬والابتسامة‭ ‬تتربع‭ ‬على‭ ‬شفتيه”،‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬المسكين،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مزاجه‭ ‬“متعكرا”‭ ‬وغارقا‭ ‬في‭ ‬طين‭ ‬المشاكل‭ ‬العائلية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بسبب‭ ‬الإرهاق‭ ‬والسهر،‭ ‬فسيقول‭ ‬للموظف‭ ‬بصوت‭ ‬غليظ‭ ‬“ما‭ ‬في‭ ‬إجازة”،‭ ‬يقولها‭ ‬بقلب‭ ‬بارد‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬عليه‭ ‬التسليم‭ ‬بقبول‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬حسبان‭ ‬للانتصار‭ ‬أو‭ ‬الانهزام،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المزاجية‭ ‬قاتلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للموظف‭ ‬وتأتي‭ ‬بآلام‭ ‬ومعاناة‭ ‬أسرية‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭.‬

طالبة‭ ‬جامعية‭ ‬تحلف‭ ‬بأن‭ ‬إجابتها‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬كانت‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬بعد‭ ‬مراجعة‭ ‬مكثفة‭ ‬وسهر‭ ‬طوال‭ ‬الليالي،‭ ‬لكن‭ ‬حلمها‭ ‬تدمر‭ ‬بسبب‭ ‬مزاج‭ ‬الدكتور‭ ‬الذي‭ ‬حرمها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الدرجة‭ ‬“العالية”‭ ‬لا‭ ‬لشيء،‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬مزاجه‭ ‬يقول‭ ‬له‭.. ‬وماذا‭ ‬سيفيد‭ ‬ذلك،‭ ‬دع‭ ‬ذلك‭ ‬لغيري‭. ‬ومن‭ ‬يعلم‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬والد‭ ‬الطالبة‭ ‬ينحت‭ ‬في‭ ‬الصخر‭ ‬ويكد‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬رسوم‭ ‬الدراسة‭ ‬لابنته،‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬الديون‭ ‬والعوز‭ ‬ويتحمل‭ ‬صفعات‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬ابنته،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬مزاجية‭ ‬الدكتور‭ ‬لتنهي‭ ‬حلم‭ ‬الأب‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭.‬

 

ليت‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬مزاجيتهم‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الدمار،‭ ‬الدمار‭ ‬الأبدي‭ ‬إن‭ ‬شئتم‭.‬