لمحات

إشكاليات العمالة المنزلية

| د.علي الصايغ

تواجه‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬عند‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬إشكاليات‭ ‬حقيقية،‭ ‬والوضع‭ ‬يزداد‭ ‬سوءاً‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬ولا‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬بائنة‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الازدياد‭ ‬المضطرد‭ ‬لقيمة‭ ‬جلب‭ ‬العمالة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأجور‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬تواجه‭ ‬الأسر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معضلة؛‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬صحة‭ ‬بعض‭ ‬البيانات‭ ‬المعطاة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكاتب‭ ‬توريد‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تزوير‭ ‬العمالة‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬أو‭ ‬إخفائها‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬القدوم‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬لا‭ ‬تتضح‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مجيئهم،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬انتظار‭ ‬طويلة،‭ ‬كانت‭ ‬الأسرة‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬عاملة‭ ‬منزلية‭.‬

من‭ ‬الضروري‭ ‬بمكان‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬المكاتب‭ ‬الموردة‭ ‬للعمالة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬تجاهها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وقوع‭ ‬أي‭ ‬تجاوز،‭ ‬وذلك‭ ‬بقطع‭ ‬التعامل‭ ‬نهائياً‭ ‬مثلاً،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أيضاً‭ - ‬كاقتراح‭ - ‬اتباع‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬الخدم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬طريقة‭ ‬أكثر‭ ‬تطوراً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬المتاحة‭ ‬حالياً؛‭ ‬حتى‭ ‬تتعرف‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬الخادمة‭ ‬قبل‭ ‬استقدامها،‭ ‬وتتمكن‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬معها،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬استعدادها‭ ‬التام‭ ‬للعمل‭ ‬عندهم‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وتبيان‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬ستعيشها‭ ‬معهم،‭ ‬وليس‭ ‬مفاجأة‭ ‬الأسرة‭ ‬بجلب‭ ‬خادمة‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مدوناً‭ ‬وبائناً‭ ‬في‭ ‬الأوراق،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬السماح‭ ‬بعيش‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬أسرة‭ ‬جديدة‭ ‬له‭ ‬ثقافته‭ ‬وعاداته‭ ‬المغايرة،‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬هينا؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬والمجدي،‭ ‬أن‭ ‬تضم‭ ‬أية‭ ‬أسرة‭ ‬بحرينية‭ ‬فرداً‭ ‬جديداً‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬عنه‭ ‬شيئاً‭ ‬مطلقاً،‭ ‬ويترك‭ ‬لها‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬وفق‭ ‬الحظوظ،‭ ‬لا‭ ‬البيانات‭ ‬والحقائق‭ ‬التامة،‭ ‬الواضحة‭.‬