للمرة الألف

| زهير توفيقي

نعم‭ ‬للمرة‭ ‬الألف‭ ‬أكتب‭ ‬وغيري‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الموضوع،‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭... ‬وفي‭ ‬البداية‭ ‬أتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬للحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬لإيجاد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬لمشاكل‭ ‬المرور‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬ووضع‭ ‬نظم‭ ‬جديدة‭ ‬لها‭. ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬و‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬قامت‭ ‬مشكورة‭ ‬باستبدال‭ ‬الإشارات‭ ‬المرورية‭ ‬مؤخرا‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬متأخرة‭ ‬والكل‭ ‬يتفق‭ ‬معي‭ ‬على‭ ‬إيجابياتها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬المميتة‭.‬

الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬بدورها‭ ‬تقوم‭ ‬بجهود‭ ‬حثيثة‭ ‬ومضنية‭ ‬لتحفيز‭ ‬السواق‭ ‬المثاليين‭ ‬الملتزمين‭ ‬بالقواعد‭ ‬المرورية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج،‭ ‬وكذلك‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬تثقيفهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرات‭ ‬والبرامج‭ ‬التوعوية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬والمسموع‭ ‬والمدارس‭ ‬وغيرها،‭ ‬لكن‭ ‬وأقولها‭ ‬بكل‭ ‬حسرة‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬الجميع‭ ‬وحتى‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المخالفين‭ ‬والمستهترين‭ ‬بأنظمة‭ ‬وقواعد‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭! ‬نعم‭ ‬وأنا‭ ‬أجزم‭ ‬هنا‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وذلك‭ ‬لهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭. ‬

الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬مضطرد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬والزيادة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬للوافدين،‭ ‬وحسب‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬بلغ‭ ‬‮٧١٩٤١٨‬‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬‮٢٠١٨‬،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يعتبر‭ ‬كبيرًا‭ ‬جدًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بعدد‭ ‬السكان‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬‮١‬‭.‬‮٤٥‬‭ ‬مليون‭ ‬حسب‭ ‬إحصائية‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزي‭ ‬للمعلومات‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٧‬،‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬السكان،‭ ‬ولا‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬السيارات،‭ ‬القوانين‭ ‬المطبقة‭ ‬حاليًا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العمر‭ ‬الافتراضي‭ ‬للمركبات‭ ‬وكذلك‭ ‬منح‭ ‬رخص‭ ‬السياقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬وقرار‭ ‬سريع‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭.‬

وأخيرا‭ ‬وليس‭ ‬آخرا،‭ ‬الضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬الاستهتار‭ ‬بقوانين‭ ‬وأنظمة‭ ‬المرور‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد‭ ‬نرى‭ ‬التجاوزات‭ ‬المرورية‭ ‬بأم‭ ‬أعيننا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الشوارع‭ ‬وفي‭ ‬وضح‭ ‬النهار،‭ ‬الاستهتار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السواق‭ ‬يخيفنا‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أحدد‭ ‬جنسياتهم‭ ‬وأعمارهم‭ ‬وجنسهم‭.‬

لنكن‭ ‬واقعيين،‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬تنقصهم‭ ‬ثقافة‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬ليس‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬المرور‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬لذا‭ ‬أجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تكثيف‭ ‬الدوريات‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬وذلك‭ ‬لإنقاذ‭ ‬تلك‭ ‬الأرواح‭ ‬البريئة،‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬الشخصي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل،‭ ‬وبصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬الحال‭ ‬يؤلمني‭ ‬جدًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مملكتنا‭ ‬أنموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقواعد‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

لنعمل‭ ‬معًا‭ ‬يدًا‭ ‬بيد‭ ‬وروح‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬الواحد‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لهذه‭ ‬المعضلة،‭ ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬