أنموذج التنمية البشرية محليًا

| د. جاسم المحاري

في‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬أبرزت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مفهوماً‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للإنماء”،‭ ‬وعمدت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬تخصيص‭ ‬تقرير‭ ‬سنوي‭ ‬أظهرت‭ ‬فيه‭ ‬أهمية‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬باعتبارها‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لأيَّ‭ ‬كيان‭ ‬مجتمعي‭ - ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬أمة‭ ‬–‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنمية‭ ‬قدراتها‭ ‬بالتأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬المستمر،‭ ‬وإكسابها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭... ‬إلخ‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وتترك‭ ‬آثارها‭ ‬بائنةً‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬المدارك‭ ‬وإيجاد‭ ‬الخيارات‭ ‬وتطوير‭ ‬المعارف‭ ‬وتنويع‭ ‬المهارات‭ ‬وتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬وتبنّي‭ ‬الإبداعات‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬احترام‭ ‬الذات‭ ‬البشرية‭ ‬وضمان‭ ‬حقوقها‭ ‬ومشاركتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬المتنوعة‭ ‬عبر‭ ‬التخطيط‭ ‬المدروس‭ ‬والتنفيذ‭ ‬السليم‭.‬

تبدو‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬–‭ ‬بلا‭ ‬ريب‭ - ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬وضرورة،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬المؤهلة‭ ‬تلعب‭ ‬أدواراً‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وبروزاً‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬درجات‭ ‬الإشباع‭ ‬للحاجات‭ ‬الملحة‭ ‬وتحقيق‭ ‬مستويات‭ ‬الرفاه‭ ‬المطلوبة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الصُعُد‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬بعد‭ ‬إفاضة‭ ‬الدعم‭ ‬للقدرات‭ ‬فيها‭ ‬وتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬لها‭ ‬وتحسين‭ ‬أوضاعها،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬الجودة‭ ‬والتكامل‭. ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬دققّنا‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬المحلية،‭ ‬فإن‭ ‬معالم‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬Human Development‭ ‬تظهر‭ ‬أكثر‭ ‬عوزاً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم،‭ ‬بعدما‭ ‬نالت‭ ‬نصيباً‭ ‬من‭ ‬“الطمر”‭ ‬الذي‭ ‬أرغمها‭ ‬على‭ ‬الانقراض‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة‭! ‬فمثالاً‭ ‬لا‭ ‬حصراً،‭ ‬منظومة‭ ‬“التعليم‭ ‬العالي”‭ ‬في‭ ‬قطاعيه‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬فقد‭ ‬أضحت‭ ‬فيها‭ ‬الكفاءات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬البحرينية‭ ‬أكثر‭ ‬انحساراً‭ ‬قبال‭ ‬العناصر‭ ‬الوافدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عنها‭ ‬النتاجات‭ ‬الوطنية‭ ‬كفاءةَ‭ ‬وعطاء‭ ‬وإنجازاً‭ ‬وتفانياً‭.‬

 

نافلة‭:‬

أكد‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬“إبراهيم‭ ‬الشيخ”‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬سابق‭ ‬للصحافة‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية،‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬وإبداع‭ ‬وتميز‭ ‬وتأهيل‭ ‬وكفاءة‭ ‬وفاعلية‭ ‬وإصرار‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬مواجهتها،‭ ‬وفرص‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬استغلالها؛‭ ‬إسهاماً‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬التطوير‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭. ‬فيما‭ ‬شاطرته‭ ‬الإعلامية‭ ‬المتألقة‭ ‬“سمية‭ ‬المير”‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬منفصل،‭ ‬الفخر‭ ‬بالطاقات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتها‭ ‬99‭ % ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الإعلامي‭! ‬“فمتى‭ ‬الفال‭ ‬لتعليمنا‭ ‬العالي‭ ‬بشقيه”؟‭.‬