زبدة القول

دبلوماسية ناجحة تساوي صورة طيبة

| د. بثينة خليفة قاسم

مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬صنع‭ ‬صورة‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬وحكومات‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬لذلك‭ ‬تهتم‭ ‬الدول‭ ‬باختيار‭ ‬العناصر‭ ‬ذات‭ ‬الثقافة‭ ‬وذات‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬ورسم‭ ‬الصورة‭ ‬الجيدة‭ ‬بما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬مختلفة،‭ ‬ورغم‭ ‬التطور‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬سهولة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬وإلغاء‭ ‬الحدود‭ ‬والحواجز،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاتصال‭ ‬الشخصي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬له‭ ‬أهميته‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬الدولية‭.‬

ولاشك‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بثقافته‭ ‬ولغته‭ ‬وسلوكه‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬بلده‭ ‬وقيمها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬ومثلها‭ ‬العليا،‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬فإن‭ ‬الصورة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬العالم‭ ‬للبحرين‭ ‬تكونت‭ ‬نتيجة‭ ‬تراكمات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭. ‬

وقد‭ ‬تبنت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬مضت‭ ‬النهج‭ ‬الهادئ‭ ‬الوقور‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬بوضوح‭ ‬شديد‭ ‬قائد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬حضره‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولفيف‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بالبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭ ‬إن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬أرست‭ ‬لنفسها‭ ‬“نموذجاً‭ ‬خاصاً‭ ‬استناداً‭ ‬لمبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬ومخزون‭ ‬الثقافة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وبثرائها‭ ‬المرتبط‭ ‬بالشخصية‭ ‬البحرينية‭ ‬المعروفة‭ ‬بتواصلها‭ ‬المتحضر‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬بثقافاته‭ ‬وحضاراته‭ ‬المتنوعة”‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬التكوين‭ ‬الشخصي‭ ‬والبناء‭ ‬الثقافي‭ ‬الرفيع‭ ‬للدبلوماسي‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الصورة‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬نالتها‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬فهناك‭ ‬أسس‭ ‬معينة‭ ‬اتبعتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأسس‭ ‬احترام‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬العامة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬واحترام‭ ‬المقدسات،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬السلم‭ ‬العالمي،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬الواقعية‭ ‬والمشرقة‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬قائد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الأول‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬صاحب‭ ‬النهج‭ ‬الهادئ‭ ‬الوقور‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬صعوبتها،‭ ‬فهذا‭ ‬النهج‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬وفر‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬القدوة‭ ‬الحسنة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬تحركاتها‭ ‬الخارجية‭.‬

 

ولابد‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العجالة‭ ‬إلى‭ ‬فارس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬الشجاعة‭ ‬والتوازن‭ ‬والاحترام‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العامرة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬بصمة‭ ‬قوية‭ ‬وله‭ ‬تاريخ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬جعله‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬وأبرز‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭.‬